عُشـــاق الحيــاة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن الذين نبحث عن السعـادة ونحـاول أن نصنعها لنهديها للجميع


3 مشترك

    ورود و رماد ..للشبح

    M.A
    M.A
    المدير العام

    المدير العام


    عدد الرسائل : 1255
    العمر : 40
    رقم العضوية : 1
    الدولة : ورود و رماد ..للشبح Saudi-Arabia
    حالتي : ورود و رماد ..للشبح Awake

    :ve: ورود و رماد ..للشبح

    مُساهمة من طرف M.A الأربعاء يناير 23, 2008 4:16 am

    قصة بقلم " الشبح "kasbar-55


    هنا حكاية وردة قد رمزت لها بـ(صالح) وهنا تتعدد ورودي في رنينهـا،والهدف
    واحد.
    دقات عقارب الساعة المعلقة على جدار صالح قد اقتربت من موعد رنينهـا ، فصالح
    طالب في المرحلة الثانويـة مؤدب وخلوق ويحافظ على الصلوات الخمس ، لكن لا تظهر
    عليه علامات الالتزام , يحب الجلوس مع المنحرفين لما يلقاه معهم من ضحكات
    وسخرية وأحاديث مضحكه لكن لا يحب أن يكون مثلهم لأسباب قد أضمرها في نفسه .
    لازال الصمت يغلب غرفة صالح ودقات الساعة تتخلل ذلك الصمت .
    يستيقظ صالح فجأة وينظر إلى الساعة وعلامات الخوف تعلو وجهه, يعود صالح للنوم
    فهو ينتظر موعد رنين الساعة المكان صراخأ بالتأهب للذهاب للمدرسة فهذا هو اليوم
    أول يوم من الاختبارات النهائية. تمر الدقائق على تلك الساعة ثقيــلة فالتعب قد
    أعيا عقاربها وتتمنى أن ترن بأن الموعد قد حان وحان رنينه.لا أحب الانتظار لكن
    حياتنا اليومية توجب علينا ذلك .
    يتخلل هذا الصمت المخيم على المكان صراخ الساعة ورنينها بأن الموعد قد حان
    وكأني بها تقول ( استيقظ يا صالح فالموعد قد حان ) يتقلب صالح يمنـة ويسرة
    وحبال النوم تجره بأن أكمل النوم لحظه , يستيقظ صالح يجر أقدامه متوجها إلى
    دورة المياه ,يغسل وجهه , يفرش أسنانه , يسرح شعره تلك أشياء اعتاد بأن يفعلها
    كل يوم يستيقظ فيه من النوم وقد تغلب على تلك الحركات الديمومة .
    يخرج صالح من دورة المياه وينظر إلى فراشـه وكأن فراشه يقول :
    ( أكمل النوم فالوقت مبكر ) لكن نداء والدته التي كانت تجهز الإفطار يوجب عليه
    أن يجزم بأن النوم قد انتهى .
    ينزل صالح إلى الدور السفلي ويقبل رأس أمه
    ويجلس في زاوية المطبخ ينتظر الإفطار والنوم يغالب أجفانه يدخل والد صالح
    المطبخ بعد أن تأهب للذهاب إلى دوامه قائلاً :
    -صباح الخير .
    -صباح النور وما أعتقد أنه خير واليوم أول يوم من الاختبارات .
    ضحك عند دخوله وبعد أن سمع ابنه يقول هذا الكلام وقال له بعض الكلمات التشجيعية
    التي اعتاد كل أب أن يقولها لأبنائه في كل بداية فترة اختبارات. يخرج الأب
    مودعاً زوجته وابنه

    يخرج صالح إلى خارج المدرسة متجهاً إلى الفناء وممتطياً همومه التي قد تركها
    عند دخوله ليعقد معها صفقة أخرى أسماها بـ( اختبار الفترة الثانية ) , تمر ثلث
    مع صالح لازال يتجول في فناء المدرسة تارة يجلس عند أحد المقاعد وتارة يفتح
    الكتاب الذي بيده وتارة أخرى يطلق لفكره العنان ليسبح في فضاء همومه
    المستقبليــة يقطع حبل أفكاره نداء صديقه (ناصر ) .
    ناصر هذا شخص يدخن رغم أن رائحته لا تشير لذلك لكن سواد شفتيه يؤكد ذلك يدرس
    مع صالح في نفس المرحلة لكن في صف آخر تظهر عليه علامات اللامبالاة في الحياة
    صدره ويفتعل أنه مهدد بالفصل أن رسب في هذه السنــة.
    يستقبل صالح صديقه بعبارات الترحيب التقليدية التي قد تنحى منحى اللعن في بعض
    العبارات يتبادل صالح مع صديقه ناصر بعض الأسئلة عن الاختبار السابق وعن
    الإجابات التي أجابها والتي لم يجبها . أحس صالح بأن صديقه ناصر يخفي شيئاً في
    صدره ويفتعل بعض المواقف المضحكة ليتهرب من هذا الأمر الذي يخفيــه , لم يهتم
    صالح لهذا الإحساس على أنه قد خصص عشر دقائق في التفكير فيــه ليخرج بنتيجــة
    ( لا أدري ما هو الشيء ) .
    يرن هاتف ناصر ليقطع ذلك الجو الذي هم فيــه يحاول ناصر بأن يخرج الجوال الذي
    أخفاه في ملابسه الداخلية

    , وبعد عناء طويل أستطاع أن يخرجه وكانت هذه نهاية
    اللقاء مع صالح حيث ودع ناصر صالح على أمل أن يلقاه مرة أخرى حانت,ناصر مسرعاً
    والجوال قد لازم مسمعه .
    ينظر صالح إلى ساعته التي قد اشتراها له أباه في العام السابق حين تخرجه من
    المرحلة المتوسطة معبراً له عن شكره وتشجيعه له . (أوف بقي ربع ساعة وما ذاكرت
    شيء ) تلك كلمات نطق بها صالح لاشعورياً حينما رأى عقارب الساعة تشير إلى قرب
    موعد اختبار الفترة الثانية . يقلب صالح صفحات الكتاب على عجل باغياً أن ينال
    نظره شيئا يستفيد منه في الاختبار .
    رن الجرس معلناً ومنادياً لجميع الطلاب بأن فترة الاختبار قد حانت ,بدأت جموع
    الطلاب تتهافت إلى قاعة الاختبار جماعات متوجهة وهناك مجموعة لازالت
    منكبه على بعض الأوراق وهنا وهناك جماعات متوجهة إلى القاعة وأصواتهم وضحكاتهم
    تملأ الفناء منهم من عبرت ضحكاته عن ثقة تامة وارتياح ومنهم من عبرت ضحكاته عن
    خوفه . صالح مسرعاً بعد أن تأخر في البحث عن قلمه الذي فقده في المكان الذي كان
    يتجول فيــه . تبدأ فترة الاختبار بعبارة ذلك الأستاذ (استعينوا بالله والتزموا
    الهدوء ) . يعم المكان صمت لا يسمع فيه إلا نقب الأقلام للورق وبعض همسات
    المعلمين في الممرات المجاورة للقاعة حركات الطاولات بدأت بمباشرة عملها معبرةً
    بأن وقت الاختبار قد انتهى وقد تحرك بعض الطلاب .
    خرج صالح من المدرسة ممتطياً همومه مرة أخرى ومتوجهاً إلى البيت يشوب وجهه
    سعادة ممزوجة بحزن فسعادة خروجه من الاختبار الثاني ورضاه على حله فيه وحزنه
    بالإخفاق في بعض أسئلة الاختبار الأول .
    يقف صالح بعيدا من المدرسة ومتجمهراً مع بعض الطلاب الذين وقفوا لمشاهدة حركات
    المفحطين وعبثهم غير المضبوط بضوابط تحكمهم رائحة عجلات المتجمهرين وتزداد عدد
    السيارات العابثة ويزداد جنون سائقيها كذلك رائحة عجلات السيارة تخيم على
    المكان وهتاف المشجعين.
    يزيد الجو إثارة هنا شابان يقفزان فرحاً لحركة ذلك المفحط حينما مر بين
    سيارتين بحركة احترافية ، وهنا شباب في داخل تلك السيارة التي قد زينت الطوابع
    والملصقات مظهرها الخارجي تحوم على مكان التجمهر وصوت الغناء ينبعث منها , جو
    مشبوه أبطاله المفحطون وضحاياه المتفرجون وبعض المشجعين , يصرخ صالح لاشعوريا
    ويلوح بيده مشجعاً لتلك السيارة ظهرت تلك الحركة لاشعورياً منه وحماساً منه
    كذلك في نفس الوقت ينتهي ذلك التجمهر سريعاً لوصول بعض الأخبار بأن بعض
    الدوريات ورجال المرور في الشارع المجاور وهم في طريقهم إلى المكان , يرتبك
    البعض ويهرب البعض ويتخفى البعض , هنا صالح يهرب إلى الشارع المقابل متوجهاً
    إلى بيته ودقات قلبه السريعة تملأ صدره على عجل .
    يدخل صالح إلى المنزل ويتأوه بصوت عالٍ مما جعل والدته تسمعه لقرب نافذة
    غرفة والدته من الباب الخارجي أمامه: يدخل للمنزل ويلقي بشماغه وبعض الأوراق
    على تلك الطاولة التي كانت تتوسط صالة المنزل الداخلية يصعد صالح إلى غرفته
    في الطابق العلوي ليجد والدته أمامه :
    -هلا صالح وش فيك تتأوه يوم دخلت لا يكون اختبارك مو زين ؟
    -لا يمه بس زي ما تعرفين المدرسة بعيده شوي وتعبت وأنا أمشي .
    -طيب كيف اختبارك شكل درجتك كاملة في المادتين ؟!!
    -باين .. أقصد الحمد لله حليت زين في الاختبار
    -الله يوفقك أنا أبروح أنام وأنت رح ذاكر .
    -طيب يمه
    يتحرك صالح من المكان بتثاقل وكأنه يجر شيئا خلفه ,[ اوووف باقي أذاكر ] تلك
    كلمات نطق بها صالح لاشعورياً حينما تذكر الاختبارات وما فيها .
    قرر صالح أن يذهب إلى المطبخ ويعمل له شيئا يسليه ، كانت تسلية صالح في الأكل
    فحينما يضيق صدره أو يشعر بالفراغ يتوجه إلى المطبخ ويبدأ بالأكل . الساعة
    تشير إلى الحادية عشر والنصف صوت الأذان ملأ المكان, توضأ صالح وهو يجر قدميه
    بثقل فتارة يقول له شيطانه (دع عنك الصلاة وصلها في البيت ) وتارة يجبره خوفه
    من الله على أن يذهب إلى المسجد ,حدثت بعض الصراعات في الأفكار في مخيلة صالح
    وانتهت على أن يذهب صالح إلى المسجد ويقهر الشيطان ويطيع ربه ، يخرج صالح من
    البيت متوجهاً إلى المسجد . السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله .. انتهى الإمام من
    الصلاة , تقلد بعض المصلين الميكرفون ليشرع في كلمة وعظية تخص الشباب وترشدهم
    إلى الطريق الصحيح في فترة الاختبارات وتجنب أية سلوكات خاطئة [ أووف مليت من
    هالكلام ].
    يخرج صالح من المسجد متوجهاً إلى البيت وعلامة القلق تعلو وجهه [ أي مادة
    سأبدأ وأي فصل سأبدأ فيه ] تلك كلمات كانت حديث نفس لكن لم تنطق بها شفتا صالح
    . شرع صالح في مذاكرة تلك المادة حين وصوله إلى البيت .
    الساعة تشير إلى التاسعة مساءً علامات الإرهاق تصبغ وجه صالح وشرايين حمراء
    تملأ عينه . يقرر صالح أن ينام هذه الليلة رغم أنه لم ينتهِ من المنهج المقرر
    علية .
    الساعة تشير إلى السادسة والربع صباحاً يستيقظ صالح من النوم مفجوعاً لأنه قد
    وقّت منبه الساعة بعد أن صلى الفجر على أن يستيقظ قبل الساعة السادسة ليكمل ما
    المدرسة.لمنهج , لكن للأسف لا يكفي الوقت بأن يراجع ماتبقى من المنهج ،
    يلبس صالح ملابسه على عجل ويخرج من البيت متوجهاً إلى المدرسة فالساعة تشير
    عقاربها إلى السادسة وخمسين دقيقة .

    أضاع صالح وقتاً كثيراً في استغراقه لبس ملابسه والاستعداد للذهاب إلى
    المدرسة . ينهي صالح ذلك الاختبار بعد أن استغرق الوقت كاملا ، لكن كالعادة
    يخرج من الاختبار وعلامات التوتر والحزن تعلو وجهه .
    اعتاد صالح بعد كل فترة اختبار أن يذهب إلى التجمع الذي يحصل أمام المدرسة حيث
    يقوم بعض المفحطين ببعض المهارات الاستعراضية أمام الجمهور,كانت تثير إعجاب
    الطلاب.الحركات التي كان المفحطون يبحثون عن هذه الظاهرة بين أوساط الشباب ,
    يعتاد صالح تلك المناظر والتي يشاهدها بعد كل فترة اختبار يمر هذا اليوم بسلام
    ويأتي اليوم الذي بعده ، لكن هذا اليوم يختلف عن باقي الأيام فصالح في هذا
    اليوم قد وقع عقد مع حياة أخرى ومع طابع مختلف عن ما كان معتاداً عليه .
    يخرج صالح من الاختبار وكعادته يذهب لذلك التجمع الذي أصبح مكانه معروفاً بين
    الطلاب .تارة يضحك بجنون على حركة ذلك المفحط وتارة يلوح بيده لذلك المفحط
    وتارة يقفز من مكانه فرحاً لحركة ذلك المفحط .
    في خضم تلك الأحداث والصفقات والضحكات غير المقصودة من البعض يقف ناصر الذي كان
    راكباً مع المفحط الذي كان يستقل سيارة من نوع (كامري لون عنابي ) يتبادل مع
    صالح الحديث ويسأله بعض الأسئلة عن الاختبار ليس حرصاً منه لكن ليصل إلى ما
    يريد .
    أنهى ناصر كلامه مع صالح بدعوته إلى الركوب معهم في السيارة لم يبدِ صالح أي
    اعتراضا على ذلك بالعكس كانت تقاسيم وجهه تشير إلى الفرح بدعوتهم له وكأنه كان
    ينتظرها من قبل لا أدري لماذا لكن ربما ذلك الجو هو ما صنع ذلك الحماس عند صالح
    والرغبة في خوض مغامرة مع ذلك المفحط وصديقه .
    يركب صالح مع ذلك المفحط وصديقه ويبدون له بعض كلمات الترحيب المزيفة التي تخفي
    خلفها الكثير من النوايا والأفكار الشيطانية التي زينوها أمام صالح ببسمات
    شفافة وعبارات براقة سرعان ما تزول . كانت علب السجائر تملأ مقاعد السيارة
    الفارغ ومنها الجديد , شماغ أحمر مرمي على المرتبة هنا وعقال مرمي هنا يبعد
    صالح تلك الأشياء ويحاول بأن يضع له مكان ليجلس , يرفع ذلك المفحط صوت الغناء
    في السيارة ويتحرك ليترك خلفه صرير كفراته لم يعتد صالح على أن يسمع الغناء
    بحكم أنه يعيش في بيت محافظ لكن سعادته الوهمية بما هو فيه أجبرته على أن يرضى
    بالوضع الراهن .

    انطلق المفحط يستعرض قليلاً أمام الجميع ببعض حركاته التي قد تفنن فيها أكثر
    من قبل لسبب كان يخفيه في قلبه [ لأن صالح معهم ؟ ... لا أدري ] مضى من الوقت
    ربع ساعة وذلك المفحط يستعرض يمنة ويسرة أمام جمهوره والذي قد رسم تجمعهم
    حلقات متناثرة على جانبي الطريق , أثناء التفحيط .
    صوت الغناء الذي يملأ السيارة همس ناصر الذي كان في المقعد الأمامي لصديقه
    المفحط بهمسات لم يسمعها صالح رغم أنه كان قريباً منهم ، يغير المفحط مساره
    بحجة أن هناك دورية مرور في طريقها لمباشرة موقع التفحيط والقبض عليهم اختلق
    ناصر وصديقه المفحط جو خوف وهروب وأنهم في وضع ارتباك يطلب صالح منهم أن
    يوصلاه إلى بيته , يتظاهر المفحط بأنه لا يسمع وأنه مرتبك رغم أن صوت صالح كان
    مسموعاً لهما إلا أنهما أوهماه بأنهما لم يسمعاه .
    تخيم على صالح سحابة خوف يبتعدون عن المكان وبعد صالح عن المكان يزيد من خوفه
    خوفاً على خوف ضربات قلب صالح تبدأ بالخفقان بدايات الرعشة تسيطر على أطراف
    صالح فهذه المرة الأولى التي يركب فيها مع شخص غريب يمر شريط الأحداث أمام
    عيني صالح يتجرع صالح الندم وتأنيب النفس ، مرت كل هذه اللحظات ثقيلةً عليه في
    التفكير سريعةً عليه في وقتها يصرخ صالح لاشعورياً بينهم قائلاً :

    M.A
    M.A
    المدير العام

    المدير العام


    عدد الرسائل : 1255
    العمر : 40
    رقم العضوية : 1
    الدولة : ورود و رماد ..للشبح Saudi-Arabia
    حالتي : ورود و رماد ..للشبح Awake

    :ve: رد: ورود و رماد ..للشبح

    مُساهمة من طرف M.A الأربعاء يناير 23, 2008 4:17 am

    -وقفوووواااااااا وين رايحين ؟
    -ناصر: بنهرب من سيارة المرور وبعدها راح نرجع
    يقطع المفحط كلام ناصر قائلاً :
    -من قال لك أنك راح ترجع ؟
    يضحك ناصر ويوهم صالح بأن كلام المفحط ما هو إلا مزحة منه , يخيم على صالح
    علامات خوفٍ شديدة أجبرته على البكاء بصوتٍ عال ينطق صالح بكلمات توسل لهم
    عندما علم بأن ما يحدث هو جريمة اختطاف
    -تكفون رجعوني البيت ما سويت لكم شيء أبوي يدورني الحين
    الله يوفقكم أبوي بيضربني إذا درى أني ركبت مع أحد
    لم يردوا على عبارات التوسل التي كان ينطق بها صالح واكتفوا بأن يزيدوا صوت
    المسجل ليرتفع الغناء ويغطي ما يقول على صوت صراخ صالح ليطفئ المسجل ناصر فجأة
    ويقول له :

    -تراك أزعجتنا وش فيك ؟
    -أبي أرجع تكفون وين رايحين فيني ؟
    -بتعرف وين رايحين بس بعد شوي أنت لا تعارضنا في أي شي نقولك .
    -الوقت الحين بعد صلاة الظهر أبوي أكيد جالس يدورني .
    ينهي كلامه صالح ويجهش بالبكاء مرة أخرى ، في الناحية الأخرى تستيقظ أم صالح
    لتصلي صلاة الظهر وترتسم على وجهها علامة استفهام :
    -أين صالح ؟ متى حضر للبيت ؟ غريبة إلى الآن ما حضر للبيت ؟
    أسئلة كثيرة دارت في مخيلة أم صالح بشكل سريع لينتهي بها المطاف إلى أن تقرر
    بأن تتصل على أبي صالح في دوامه ..
    - أبو صالح : وعليكم السلام
    -أم صالح : الحقنا ياأبوصالح الولد إلى الان ماحضر من المدرسة
    يقطع أبوصالح كلام أم صالح ويخبرها بأنه قادم إلى البيت وسيتصل بالشرطة
    .علامات الخوف تتسلل إلى غرفة أم صالح الوضع يشير إلى خطر قادم فالجميع الآن
    في حيرةٍ من أمرهم والجميع الآن تقتله التساؤلات والتخيلات .
    يستقبل الضابط /عبدالله بلاغاً كان مفاده هناك شاب خُطف بعد خروجه من
    المدرسة وأنه لا يعلم عنه أهله إلى الآن شيئا , تتحرك جميع سيارات الشرطة
    المكلفة بالبحث مجموعة تبحث في المدينة ومجموعة منهم انتشرت على حدود المدينة
    ومجموعة كانت هي الأخيرة كُلفت بالبحث والتحري بطريقتهم الخاصة .
    في خضم هذه اللحظات يرن جوال صالح ينتبه ناصر للجوال ويخطفه منه ويغلقه ,
    صالح في وضع يرثى له فالدموع قد بللته والبكاء قد أحرق صدره وعبارات التوسل
    لازالت هي من في المكان , يبتعد سائق السيارة متجهاً إلى خارج المدينة [ إلى
    أين ؟!! .. لا ندري]
    سيارات الشرطة انتشرت في الأمكنة التي حددت لها بأن تبحث فيها لكن للأسف لا
    يوجد أخبار عن صالح وأين هو الآن , أبوصالح يصول ويجول في شوارع المدينة وكأنه
    قد فقد عقله تارة يخرج رأسه من نافذة السيارة وهو يجهش بالبكاء وينادي [ صالح
    صالح وينك ؟]

    لكن للأسف لم يجبه أحد سوى صدى صوته يعود له وكأنه يقول [ الله يعوضك فيه خير
    ]

    هنا صالح وناصر وصديقه المفحط لازالوا في هذه السيارة وصراخ صالح وتوسله لازال
    يملأ السيارة ، يغضب ناصر ويصفع صالح صفعةً قوية قائلاً له .
    -جا يومك يا صالح انسَ أمك انسَ أبوك أنت الآن معنا تعرف وش معنى أنت معنا
    يعني ماما وبابا خلاص !!
    قال ناصر تلك الكلمات وأنهاها بضحكة عالية غطت على صراخ صالح ونحيبه , يقطع
    ناصر ضحكته قائلاً لصديقه السائق : - وقّف وقّف شف قدامك نقطة تفتيش !!
    -لا لا ما عليك بيشوفون شكلي كبير ولا بيوقفوني وأنا مو مسرع لا تخاف
    -طيب اربط الحزام وقصر صوت الأغاني وضبط شكلك وشعرك .
    يرسل ناصر بعض كلمات التهديد لصالح بأن يلزم الصمت ويجفف دموعه وإلا فهذه (يشير
    بتلك السكين ) ستمر على رقبتك كان ناصر يقول تلك الكلمات تهديداً لصالح فقط
    وإلا فهدف ناصر ليس القتل [ إّذاً مالهدف ؟ ... أترك الجواب لك ]
    يقف سائق السيارة عند نقطة التفتيش يفتح النافذة ليكلم الضابط الذي كان يطيل
    الوقوف عند كل سيارة تمر , أخذ الضابط الرخصة والاستمارة وأعادها له إلا أنه
    لمح شاباً في الخلف علامات الخوف تظهر على وجهه .
    أشار الضابط بيده للسائق بأن قف على جانب الطريق , أحسّ الضابط بأن في الأمر
    ريبة وأن ذلك الشاب الذي يجلس في الخلف قد يكون هو من وصلهم البلاغ عنه .
    يحس سائق السيارة وناصر بأن أمرهم قد افتضح يتحرك سائق السيارة من المكان
    ليترك صرير الإطارات يتبعه يتأكد الضابط بأن تلك السيارة هي من خطفت الشاب
    يترك الضابط مكانه في التفتيش ويوكل تفتيش السيارات الباقية لضابط آخر .
    يركب سيارته وينطلق خلفهم ليترك صوت الإنذار يتبعه , في هذه اللحظات يرتبك
    ناصر وسائق السيارة ,تزداد سرعة السيارة لتصل إلى حدٍ ما ( سرعة جنونية )
    يعاود صالح الصراخ ويتشبث في رقبة السائق ويقول له كلمات توسلية في أن يخفف من
    سرعته ويقف للضابط الذي لازالت سيارته تتابعهم , في خضم هذه الأحداث يتفاجأ
    سائق السيارة بمنعطف حاد أمامه مما اضطره إلى أن ينحرف فجاه ,وعلى إثر هذا
    الانحراف انقلبت السيارة عدة قلبات

    لتستقر في عمود إنارة . صوت صرير كفرات الضابط دوّى في المكان , , ينزل الضابط
    إلى مكان وقوع الحادث , يقترب من السيارة لا يسمع سوى أنين متقطع وصوت المسجل
    الذي بدا صوته بالغوغاء وكأنه يدل على تلفه .
    يتصل الضابط على رجال الإسعاف لمباشرة الموقع , رائحة الإطارات تخيم على المكان
    , قطع الزجاج تملأ المكان ، أصوات الإنذار تخيم على المكان ، تحضر سيارة
    الإسعاف وبعض سيارات الشرطة التي تختص في فك الحديد وقص السيارات التي تلتحم في
    شيء عند حصول الحادث .
    ينقل الممرضون الشخص الأول لا يظهر من هو لأنه قد غطى بغطاء أبيض ، ينقل
    الممرضون الشخص الثاني من داخل السيارة بعد أن فك المتخصصين الحديد الذي كان
    يحاصرهم وهذا الشخص كالذي قبله قد غطي بغطاء أبيض ، أخبر رجل الإسعاف بأن هذين
    الشخصين قد توفيا أثناء وقوع الحادث فشخص منهم قد ارتطم رأسه في عمود الإنارة
    وفقد الحياة والشخص الآخر قد دخلت بعض قطع الحديد في جسمه مما أدى إلى وفاته .
    بقي شخص داخل السيارة محتجز يصرخ [ أنقذوني أنقذوني السيارة ستشتعل ] يتعامل
    المتخصصون مع الحدث بشكل سريع ويباشرون عملهم .
    في هذه اللحظات يتلقى أبوصالح اتصالاً كان مفاده بأننا قد وجدنا ابنك لكن حصل
    لهم حادث أثناء مطاردة المختطفين وإن شاء الله بأنه بخير , يثور ارتباك أبوصالح
    ويزداد خوفه بعد أن سكن لبضع ثوانٍ حينما علم بأنهم وجدوا ابنــه .
    الساعة تشير الآن إلى الرابعة عصراً يتوجه أبوصالح إلى مكان الحادث ولم يستغرق
    منه وقتاً كثيراً للوصول بحكم أنه كان يبحث فموقعه كان قريباً من مكان الحادث .
    يخرج المختصون الشخص المتبقي في السيارة ويحمل إلى سيارة الإسعاف لم يكن مغطى
    بغطاء أبيض فها هو الشخص الوحيد الذي قد نجى من الحادث [ يا ترى من ؟] ينقل هذا
    المصاب إلى المستشفى القريب وقد كان ينقصه بعض الأشياء الكمالية لكن بحكم أنه
    كان خارج المدينة نوعاً ما وقريب من موقع الحادث توجهت له سيارة الإسعاف ، يصل
    أبوصالح الموقع ليخبره المتجمهرون بأن سيارة الإسعاف قد تحركت الآن إلى
    المستشفى الذي في الأمام وقد توفي اثنان منهم وأصيب شخص واحد .

    انطلق أبوصالح إلى مكان المستشفى وكله أمل بأن يكون ذلك المصاب هو ابنه صالح
    ابنه الذي تعب في تربيته وحلم به وبنى عليه أحلاماً وأمالاً كثيرة .يصل أبوصالح
    إلى المستشفى وينزل .

    ينطلق أبوصالح إلى مكان المستشفى وكله أمل بأن يكون ذلك المصاب هو ابنه صالح
    ابنه الذي تعب في تربيته وحلم به وبنى عليه أحلاماً وآمالاً كثيرة ، يصل
    أبوصالح إلى المستشفى وينزل مسرعاً تاركاً وراءه باب سيارته مفتوحاً يستقبله
    رجل الأمن ويمنعه من الدخول إلى تلك الغرفة فهناك مصاب , لم يكترث أبوصالح لما
    كان يقوله ذلك الرجل دخل مسرعاً إلى تلك الغرفة ليجد ابنه صالح ممداً على ذلك
    السرير ويتبادل بعض الضحكات مع الدكتور لا يوجد عند صالح سوى كسر في الرجل
    وخدوش بسيطة على وجهه من آثار تحطم الزجاج وتناثره .يرى أبوصالح ابنه وينكب
    عليه ويضمه وهو يجهش بالبكاء :
    [ ابني هل فيك شيء ابني أنا آسف أهملتك ابني أرجوك سامحني ] يطمئن الدكتور
    أباصالح وأن صالح يستطيع الخروج بعد ساعة من الآن لكن يحتاج أن يعمل بعض
    الفحوصات للتأكد فقط .
    ينتهي صالح من عمل الفحوصات والتحاليل لتخرج النتيجة بأن صالح على ما يرام يخرج
    صالح من المستشفى بعكازته التي قد أخبره الدكتور بأنه لابد أن يستخدمها لمدة
    أسبوعين فقط . في هذه اللحظات كانت الأم تدعو ربها وتطلبه التخفيف .
    اتصل أبو صالح في حين عودته إلى المنزل على زوجته (أم صالح ) ليخبرها بأن صالح
    بخير وهو معي الآن ونحن في الطريق إلى المنزل تغمر السعادة وجه والدة صالح
    وتطير بها ترانيم الأهازيج التي كانت ترددها حينما علمت أن ابنها على قيد
    الحياة .
    يصل أبو صالح إلى المنزل وينزل صالح تستقبله والدته وهي على وشك أن تطير فرحاً
    لرؤيتها ابنها مرة أخرى . تمر تلك الليلة بسعادة لا توصف تبادلوا فيها
    الضحكات ودموع الفرح في وقتٍ واحد .
    تمر الأيام وتخرج نتيجة صالح ويعم الفرح البيت مرة أخرى فصالح قد نجح وبتقدير
    لم يكن يريده لكن فرحت النجاح أنسته ما كان يتمناه يتصل الأب على ابنه مباركاً
    له ويقول له ما لهدية التي تريدها لنجاحك ؟ .
    أبي أريد أن أسجل في المركز الصيفي
    تمت,,
    نايس لايف
    نايس لايف
    أميـــر العــشق
    أميـــر العــشق


    عدد الرسائل : 570
    العمر : 37
    العمل/الترفيه : طالبه
    رقم العضوية : 7
    الدولة : ورود و رماد ..للشبح Mauritania
    حالتي : ورود و رماد ..للشبح Empty

    :ve: رد: ورود و رماد ..للشبح

    مُساهمة من طرف نايس لايف الأربعاء يناير 23, 2008 8:27 pm

    صراحه القصه حلوه ..

    بس ما كملتها ..

    لي عوده لتكملتها ..

    تقبلي مروري
    M.A
    M.A
    المدير العام

    المدير العام


    عدد الرسائل : 1255
    العمر : 40
    رقم العضوية : 1
    الدولة : ورود و رماد ..للشبح Saudi-Arabia
    حالتي : ورود و رماد ..للشبح Awake

    :ve: رد: ورود و رماد ..للشبح

    مُساهمة من طرف M.A الأربعاء يناير 23, 2008 9:02 pm

    في أنتظار عودتك ورأيك

    اسعدك الله
    العبيط
    العبيط
    عــاشق نشيــط
    عــاشق نشيــط


    عدد الرسائل : 94
    العمر : 39
    رقم العضوية : 12
    الدولة : ورود و رماد ..للشبح Mauritania

    :ve: رد: ورود و رماد ..للشبح

    مُساهمة من طرف العبيط الخميس يناير 24, 2008 9:50 am

    كثيرون من هم على شاكلة صالح

    والأكثر والعياذ بالله من هم على شاكلة ناصر

    ولا نعلم هل كل هذا الإهمال يعود على الأهل أم يعود على المحيط الذي يلف ناصر

    قد تشترك العناصر .. وقد تختلف الضروف .. ويبقى من كل ذلك دورك أنت ايها الشخص

    في تحديد سلوكك وفي تحديد شخصيتك والحد من رغباتك

    قصة جميلة كثر فيها الحبك لكني احسست بالقصة وعشتها


    لك كل التقدير والثناء على هذه القصة الجميلة
    M.A
    M.A
    المدير العام

    المدير العام


    عدد الرسائل : 1255
    العمر : 40
    رقم العضوية : 1
    الدولة : ورود و رماد ..للشبح Saudi-Arabia
    حالتي : ورود و رماد ..للشبح Awake

    :ve: رد: ورود و رماد ..للشبح

    مُساهمة من طرف M.A الخميس يناير 24, 2008 5:48 pm

    ما كتبته كان صحيحا

    وحقا الشخص في الآخر يحدد

    إلى أي صنف ينتمي

    لك كل الشكر والتقدير

    على خطوطك الرائعه

    ومرورك الاروع

    اسعدك الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:29 pm