اليمن قديماً:
منذ العصور الأولى:
الجزيرة العربية ومنذ العصور الأولى كانت مهداً لظهور البشرية وانطلاقة ذرية آدم عليه الصلاة والسلام في عمارة الأرض.
وقد أشارت الآية الكريمة: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً ...) آل عمران96 إلى هذه الحقيقة،ذلك أن آدم عليه
الصلاة والسلام -وهو نبي مكلم - أقام مظهر العبودية منذ اللحظات الأولى لنزوله إلى الأرض،وحاكى الملائكة في بناء البيت
المعمور الذي تقصده الملائكة تعبداً لله في السماء.
فكانت الكعبة مركزاً للتوجه وكانت الأرض الواقعة جنوب الجزيرة العربية يمين الكعبة وكانت الأرض الواقعة شمال الجزيرة
شمال الكعبة،وفي هذا تعليل عند بعض الباحثين حول تسمية اليمن بهذا الاسم.
وقد عاشت الجزيرة العربية عموماً،وأرض اليمن خصوصاً،طبيعة بيئية خلابة حيث كانت مروجاً وأنهاراً وحدائق وبساتين
وسهولاً خضراء،ولذلك فقد قامت فيها حضارات عدة ودول ذات تجمعات بشرية كثيفة حتى لقد كان الراكب يسير من جنوب
الجزيرة العربية إلى أرض الشام تحت ظلال الأشجار متنقلاً بين القرى المتناثرة على هذه الرقعة الجغرافية.
ومن هذه الحضارات ما كان موغلاً في القدم ومنها ما كان متتابعاً في عصور دون أخرى،وقد تحدث القرآن الكريم على صور
من هذه الحضارات وما وصلت إليه من الرقي الحضري والصناعي والقوة العسكرية،هذا مع ما توفرت لها من الموارد
المائية والحيوانية والزراعية،حتى لقد بلغت من الترف والبذخ أوجه ... وكان بارزاً حتى في المعالم العمرانية،التي لا يزال
كثيراً منها مغيب تحت الأرض،قال تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) الفجر (8
- 6) وقال على لسان صالح عليه السلام: (أتتركون فيما ها هنا آمنين،في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون
من الجبال بيوتاً فارهين) الشعراء (146 - 149)،وقال على لسان هود عليه السلام: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون،وتتخذون
مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين) الشعراء (128 - 130)، وقوله عز وجل: (واتقوا الذي أمدكم بما
تعلمون،أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون) الشعراء (132 - 134) وورد في كتب التفسير عند قصة أصحاب الجنة أنها
حدثت في اليمن،كما أن وصف أرض الجنتين أطلق على اليمن عندما قامت حضارة سبأ ببناء سد مأرب بغية الاستفادة منه
في الري والزراعة.
لقد هيأت هذه الظروف لليمن الاتساع في السلطان والنفوذ والبقاء في مركز الصدارة بين حضارات الأرض الشرقية
والغربية،حيث أَهَّلها موقعها الجغرافي لتكون حلقة الوصل بين المشرق والمغرب.
• الموقع الجغرافي: تقع اليمن في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية،وهي تطلق بوجه عام على عُمان وحضرموت وأرض
الحجاز وتهامة. وهي بهذا الموقع جنوب غربي قارة آسيا وتحاذي دول شرق وسط أفريقيا،الحبشة والقرن الأفريقي،وتطل
على البحر الأحمر والبحر العربي المطل بدوره على المحيط الهندي،أما ما يليها من جهة الشمال فبلاد نجد والشام والخليج
الفارسي.
• تاريخ بدماء يمنية: ساعدت عدة ظروف اجتماعية في إشعال فتيل الصراعات الداخلية في اليمن،ومن أبرز هذه الظروف
طبيعة البأس والعصبية التي تتصف به القبائل اليمنية منذ القدم.
ولم تكن تهدأ شعلة القتل والقتال وحملات الثأر المتبادلة لفترة من الزمن،حتى تعود جذعة أكثر مما كانت عليه. ونظراً لما
تتمتع به اليمن،فقد كانت محط أطماع القوى الخارجية المجاورة منها لأرض اليمن وغير المجاورة،ولم تقف هذه الأطماع عند
هذا الحدِّ بل كانت تستغل ظروف اليمن الداخلية المناسبة لتزحف بقواتها محتلة إياها وباسطة سيادتها عليها.
• من أبرز الدول التي قامت في اليمن (قبل الإسلام):
* دولة معين (1300 - 630) ق.م.
* مملكة حضرموت،وهي معاصرة لدولة معين.
* مملكة قتبان،وهي محاذية لدولة معين.
* مملكة سبأ،التي ورد ذكرها في القرآن.
* مملكة حمير.
• أما أبرز الدول التي احتلت اليمن (قبل الإسلام):
* الحبشة.
* الفرس.
• إلى المدينة: بُعث النبي وهاجر إلى المدينة،وانتشرت الدعوة الإسلامية في ربوع الجزيرة العربية،وفتحت مكة وبدأت
الوفود تقدم على المدينة،وكان من هذه الوفود وفود أهل اليمن،ومنها وفد
الأشعريين،والحميريين،وزبيد،وكندة،والأزد،وهمدان،وغيرهم الكثير.
وجاءت في فضائل أهل اليمن والتبشير بهم ولهم أحاديث وآثار كثيرة،واهتم الرسول بإرسال وبعث بعض أصحابه معهم
ليقوموا بدور البلاغ والتعليم والقضاء وغير ذلك. كمعاذ بن جبل،والإمام علي بن أبي طالب،والمهاجر بن أمية،وأبان بن سعيد
بن العاص،وعمرو بن حزام الأنصاري،وأبي موسى الأشعري .. وغيرهم. ودخلت اليمن في الإسلام سلماً وشارك أبناء اليمن
في الجهاد والفتوحات الإسلامية،وقبل وفاة النبي ظهر الأسود العنسي كمدع للنبوة،وهو عبهلة بن كعب خرج من بلدة (خب)
شرق الجوف إلا أن رسول الله بعث إلى أهل اليمن بشأنه فحاربه ذو الكلاع الحميري،وعامر بن شهر الهمداني وقضوا على
حركته،ووقعت اليمن كغيرها في فتنة الردة إلا أنها سرعان ما عادت إلى حظيرة الإسلام ولم تزل كذلك.
• أما أبرز الدول التي حكمت اليمن في العهد الإسلامي: خضعت اليمن للخلافة الراشدة ولكنها سرعان ما دخلت إليها حمَّى
النزاعات والصراعات التي كانت بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضي الله عنهما،وقد ظهرت فيها حركات مناوئة
للحكم الأموي وكذلك للحكم العباسي،ومن أشهر من حكم اليمن:
- بنو زياد: (821م/204هـ - 1012م/412هـ).
- بنو يعفر: (830م – 1003م).
- بنو نجاح: (1013م/412هـ - 1150م/551هـ).
- الصليحيون: (1045م/439هـ - 1138م/544هـ).
- بنو زريع: (1078م/ هـ - 1138م/544هـ).
- بنو حاتم: (1099م/ هـ – 1174م/569هـ).
- بنو المهدي: (1158م/ هـ - 1174م/569هـ).
- الأيوبيون: (1174م/569هـ - 1229م/628هـ).
- بنو رسول: (1229م/628هـ - 1454م/858هـ).
- بنو طاهر: (1454م/858هـ - 1517م/923هـ).
- العثمانيون الفترة الأولى: (1538م – 1568م).
- العثمانيون الفترة الثانية: (1569م – 1636م).
- العثمانيون الفترة الثالثة والأخيرة: (1914م – 1949م).
- الزيديون: وقد حكموا اليمن ما يقرب من أحد عشر قرناً من الزمان تعاقب خلالها 173 إماماً وكان أولهم الإمام الهادي يحيى
بن الحسين بن القاسم (284هـ)،وقد كانت ولايتهم تمتد أحياناً لتشمل أجزاءاً كبيرة في اليمن وأحياناً تقتصر على مواقع
نفوذهم المذهبي.
• أما الدول التي حاولت احتلال اليمن في العصر الإسلامي (عصر الاحتلال الأوربي): فهي البرتغال والهولنديون الذين
كانت لهم محاولات لإضافة اليمن إلى مستعمراتهم الواقعة في خطوط التجارة العالمية،إلا أنها فشلت وتصدت لها القوات
العثمانية،كما أن حلم احتلال اليمن راود الفرنسيين قبل الحرب العالمية الأولى،وراود الإيطاليين في عهد موسوليني .. ومات
بموته.
أما بريطانيا (العظمى) فقد سعت لاحتلال ميناء عدن عام 1839م،وكان لها ذلك،ولم تزل مستعمرة لأجزاء من الجنوب اليمني
حتى قامت حركة الاستقلال والتحرر في الجنوب. وفي عام 1967م غادر البريطانيون المحتلون الجنوب اليمني ... إلى غير
عودة.
• الثورات: تأثرت اليمن برياح التغيير التي عمت البلدان العربية تحت مسميات القومية والوطنية والتقدمية والاشتراكية ..
الخ. ورغم أنها عاشت عزلة حضارية عن العالم إلا أن البعثات الدراسية إلى الخارج والمتأثرون برياح التغيير من أعضاء
سفارات الحكم الإمامي واتصال جهات عربية بأفراد ومجموعات والتأثير عليها لتكون امتداداً لها في البلاد اليمنية جعل
الأرض اليمنية وقبل قيام الثورة مبذورة بعدة تيارات وأفكار كان لكل منها هدفه ومنهجه واتجاهه.
نعم لقد اتفقت رؤية الكثير من هؤلاء المتأثرين برياح التغيير حول ضرورة الخروج من نفق الأئمة المظلم إلى النور .. لكنها
لم تتفق في منطلقاتها وتفسيرها للنور المنشود الذي ترغب في إخراج المجتمع اليمني إليه. وبالفعل قامت عدة محاولات ضد
حكم الأئمة من أبرزها حركة (1948م) وحركة (1955م) واللتان لم تنجحا في تحقيق أهدافهما،ثم كانت الثورة في 26
سبتمبر 1962م على الإمام البدر بقيادة الضباط الأحرار وتعاون القوى المعارضة لحكم الإمام من منسوبي الجيش والقبائل.
ورغم المخاطر والنزاعات التي أعقبت الثورة إلا أن رياح التغيير أدارت عجلة الانفتاح بصورة سريعة .. حيث ساعدت في
ذلك أوضاع خارجية وظروف داخلية. على أثر ثورة الشمال .. بدأت الثورة في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني بشكل
متصاعد،مما أجبر الإنجليز إلى مغادرة البلاد في 30 نوفمبر 1968م. وبذلك خرجت اليمن من ظلم الأئمة وعدوان الإنجليز
.. لتقع في دوامة الصراع بين القوى الوطنية بتياراتها وفصائلها المختلفة. فكانت التصفيات الشمالية والتصفيات الجنوبية
على السلطة والصراع الشمالي الجنوبي بين نظامين يدعو كل منهما إلى الوحدة،واستمر الوضع متوتراً حتى عام 1990م
حيث قامت الوحدة اليمنية .. وأعلن عن قيام دولة موحدة بين الشطرين السابقين.
اليمن حديثاً:
• الجمهورية اليمنية: أعلنت الجمهورية اليمنية في 22 مايو عام 1990م عن اتحاد بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية
اليمن الديمقراطية الشعبية.
• المساحة الكلية: تبلغ مساحة الجمهورية اليمنية 555 ألف كيلومتر مربع،دون الربع الخالي.
• الحدود: يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية،ومن الشرق سلطنة عُمان ومن الجنوب البحر العربي ومن الغرب
البحر الأحمر.
• التضاريس: تتكون الجمهورية اليمنية من عدة مناطق:
أولاً: السهول الساحلية: وهي تمتد من الحدود اليمنية السعودية شمالاً على البحر الأحمر وتتجه جنوباً نحو باب المندب ثم تمتد
إلى الشرق حتى الحدود اليمنية العُمانية على بحر العرب.
ثانياً: الجبال: وهي جزء من امتداد جبال الحجاز لكنها الأعلى فيها على الإطلاق،حيث يصل ارتفاعها إلى 3600م عن سطح
البحر،وهي شديدة الانحدار نحو الغرب بينما تنحدر تدريجياً بالاتجاه الشرقي والشرقي الجنوبي.
ثالثاً: الهضاب: وأبرزها هضبة حضرموت والتي تحاذي السهول الساحلية الجنوبية وامتداد الربع الخالي من الناحية الأخرى.
رابعاً: الأودية: وهي كثيرة وتشكل أراض خصبة للزراعة،وغالباً ما تجري المياه بها بفعل الأمطار. وأهمها: وادي
مور،وسردود،وزبيد،وموزع،وهي تصب غرباً ووادي تبن،وبنا،وحضرموت وتصب جنوباً،أما وادي الجوف،وحريب،ورماه
فتصب في الشمال أو الشمال الشرقي.
• المناخ: يختلف المناخ في الجمهورية اليمنية باختلاف التضاريس والقرب والبعد من البحر ففيما تكون السهول الساحلية
رطبة طيلة العام مرتفعة الحرارة صيفاً ومعتدلة الجو شتاءاً،تكون الجبال والمناطق المرتفعة الداخلية: باردة شتاءاً ومعتدلة في
الصيف. أما المنطقة الصحراوية فهي جافة مع ارتفاع في درجة الحرارة طول العام،وارتفاع في درجة البرودة شتاءاً.
• الموقع: كما أسلفنا فإن الجمهورية اليمنية تقع جنوب الجزيرة العربية،وفي الجنوب الغربي من قارة آسيا ومحاذية لشرق
القارة الأفريقية،وهي تقع كذلك شمالي خط الاستواء وشرقي خط جرينتش،وعلى ملتقى بحرين أحدهما بحر العرب المفتوح
على المحيط الهندي،والآخر البحر الأحمر الذي يتصل بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس،وهي عمق الوطن العربي
وجزء من العالم الإسلامي،ورغم هذا كله فإن هذا الموقع ولظروف داخلية لم يعط اليمن مكانتها اللائقة بها عربياً وإسلامياً
ودولياً؟!!
• نظام الحكم: يعد نظام الحكم الحالي نظاماً ديمقراطياً يقوم على أساس التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وفصل
السلطات: تشريعية،تنفيذية،قضائية.
• هيئات الدولة:
الرئاسة: يعد رئيس الجمهورية رئيساً للدولة،وينتخب مباشرة من الشعب لفترة رئاسية تمتد خمس سنوات شمسية من حين
أداء اليمين الدستورية،وللرئيس نائب معين من قبله.
المجلس التشريعي: أو ما يعرف بـ (البرلمان)،وهي السلطة المختصة بسن التشريعات والنظم والقوانين،ويتم انتخاب أعضائه
من الشعب مباشرة.
مجلس الوزراء: وهي السلطة التنفيذية،ويشكل من قبل الحزب الفائز بأغلبية المقاعد البرلمانية،أو من قبل ائتلاف الأحزاب
الفائزة.
• الدستور: أعلن دستور الجمهورية اليمنية مع قيام الوحدة بين شطري البلاد،وتم تعديله في عام 1994م عقب انتهاء حرب
الانفصال ثم أعيد تعديله مرة أخرى عام 2000م.
• الدين واللغة: الإسلام دين الدولة،واللغة العربية لغتها الرسمية.
• العلم والشعار والنشيد الوطني: يتشكل علم الجمهورية اليمنية من ثلاثة مستطيلات أفقية متوازية ذات ألوان متتالية،الأحمر
في الأعلى ثم الأبيض في الوسط،ثم الأسود في الأسفل. أما شعار الدول فهو النسر الذي يرتكز على علمين للجمهورية اليمنية
حاملاً قاعدة كتب عليها الجمهورية اليمنية مع درع مرسوم عليه شجرة البن. والنشيد الوطني،يتلخص في كلمات تمجد الثورة
اليمنية والروح الوطنية والوحدة.
• وحدة العملة المالية: الريال.
• العاصمة: صنعاء.
• عدد السكان: تشير المصادر الرسمية إلى أن عدد سكان الجمهورية في عام 2000م بلغ 18.300.000نسمة، مع تسجيل
نسبة نمو سكاني (3.5%)،ويمثل الذكور نسبة (49.9%) منهم،وسكان الحضر نسبة (26.5%)،والفئة العمرية مابين (15
-64 ) نسبة 49.3%.
• التقسيم الإداري: تنقسم الجمهورية اليمنية إدارياً إلى (20) محافظة هي: إب / أبين / البيضاء / تعز / الجوف / حجة /
الحديدة /حضرموت ذمار / شبوة / صعدة / صنعاء / الضالع / عدن / عمران / لحج / مأرب / المحويت / المهرة .... إضافة
إلى أمانة العاصمة (الترتيب هجائي).
• أشهر المدن اليمنية: إب – البيضاء – باجل – تريم – تعز – جعار – حجة – الحديدة – حرض – الحوطة – ذمار –
زبيد – زنجبار – سيئون – شبام كوكبان – صرواح – صعدة – الضالع – عتق – عدن – الغيظة – مأرب – المحويت -
المخا – المكلا – مكيراس – يريم (الترتيب هجائي).
• الوضع السياسي: امتلأت الساحة اليمنية بعد الوحدة وإعلان المبدأ الديمقراطي كنهج سياسي في الحكم بأعداد كبيرة من
الأحزاب والتنظيمات السياسية (فاقت الأربعين حزباً)،وغالبية هذه الأحزاب ذات امتداد فكري للتيارات الموجودة في الساحة:
ومن أبرز هذه التيارات: التيار الإسلامي،والتيار القومي،والتيار الوطني،إضافة إلى التيار (الليبرالي - العلماني)
المتصاعد،والتيار (الاشتراكي - الماركسي) المتراجع،وفي ظل نظام ديمقراطي منفتح وتنافس على السلطة شاركت الأحزاب
المختلفة في الانتخابات: التشريعية،والرئاسية،والمحلية. وشهدت الميادين السياسية تحالفات وائتلافات وتصارعاً وانقسامات
وتنقلات من السلطة إلى المعارضة ومن المعارضة إلى حزب السلطة.
منذ العصور الأولى:
الجزيرة العربية ومنذ العصور الأولى كانت مهداً لظهور البشرية وانطلاقة ذرية آدم عليه الصلاة والسلام في عمارة الأرض.
وقد أشارت الآية الكريمة: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً ...) آل عمران96 إلى هذه الحقيقة،ذلك أن آدم عليه
الصلاة والسلام -وهو نبي مكلم - أقام مظهر العبودية منذ اللحظات الأولى لنزوله إلى الأرض،وحاكى الملائكة في بناء البيت
المعمور الذي تقصده الملائكة تعبداً لله في السماء.
فكانت الكعبة مركزاً للتوجه وكانت الأرض الواقعة جنوب الجزيرة العربية يمين الكعبة وكانت الأرض الواقعة شمال الجزيرة
شمال الكعبة،وفي هذا تعليل عند بعض الباحثين حول تسمية اليمن بهذا الاسم.
وقد عاشت الجزيرة العربية عموماً،وأرض اليمن خصوصاً،طبيعة بيئية خلابة حيث كانت مروجاً وأنهاراً وحدائق وبساتين
وسهولاً خضراء،ولذلك فقد قامت فيها حضارات عدة ودول ذات تجمعات بشرية كثيفة حتى لقد كان الراكب يسير من جنوب
الجزيرة العربية إلى أرض الشام تحت ظلال الأشجار متنقلاً بين القرى المتناثرة على هذه الرقعة الجغرافية.
ومن هذه الحضارات ما كان موغلاً في القدم ومنها ما كان متتابعاً في عصور دون أخرى،وقد تحدث القرآن الكريم على صور
من هذه الحضارات وما وصلت إليه من الرقي الحضري والصناعي والقوة العسكرية،هذا مع ما توفرت لها من الموارد
المائية والحيوانية والزراعية،حتى لقد بلغت من الترف والبذخ أوجه ... وكان بارزاً حتى في المعالم العمرانية،التي لا يزال
كثيراً منها مغيب تحت الأرض،قال تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) الفجر (8
- 6) وقال على لسان صالح عليه السلام: (أتتركون فيما ها هنا آمنين،في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون
من الجبال بيوتاً فارهين) الشعراء (146 - 149)،وقال على لسان هود عليه السلام: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون،وتتخذون
مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين) الشعراء (128 - 130)، وقوله عز وجل: (واتقوا الذي أمدكم بما
تعلمون،أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون) الشعراء (132 - 134) وورد في كتب التفسير عند قصة أصحاب الجنة أنها
حدثت في اليمن،كما أن وصف أرض الجنتين أطلق على اليمن عندما قامت حضارة سبأ ببناء سد مأرب بغية الاستفادة منه
في الري والزراعة.
لقد هيأت هذه الظروف لليمن الاتساع في السلطان والنفوذ والبقاء في مركز الصدارة بين حضارات الأرض الشرقية
والغربية،حيث أَهَّلها موقعها الجغرافي لتكون حلقة الوصل بين المشرق والمغرب.
• الموقع الجغرافي: تقع اليمن في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية،وهي تطلق بوجه عام على عُمان وحضرموت وأرض
الحجاز وتهامة. وهي بهذا الموقع جنوب غربي قارة آسيا وتحاذي دول شرق وسط أفريقيا،الحبشة والقرن الأفريقي،وتطل
على البحر الأحمر والبحر العربي المطل بدوره على المحيط الهندي،أما ما يليها من جهة الشمال فبلاد نجد والشام والخليج
الفارسي.
• تاريخ بدماء يمنية: ساعدت عدة ظروف اجتماعية في إشعال فتيل الصراعات الداخلية في اليمن،ومن أبرز هذه الظروف
طبيعة البأس والعصبية التي تتصف به القبائل اليمنية منذ القدم.
ولم تكن تهدأ شعلة القتل والقتال وحملات الثأر المتبادلة لفترة من الزمن،حتى تعود جذعة أكثر مما كانت عليه. ونظراً لما
تتمتع به اليمن،فقد كانت محط أطماع القوى الخارجية المجاورة منها لأرض اليمن وغير المجاورة،ولم تقف هذه الأطماع عند
هذا الحدِّ بل كانت تستغل ظروف اليمن الداخلية المناسبة لتزحف بقواتها محتلة إياها وباسطة سيادتها عليها.
• من أبرز الدول التي قامت في اليمن (قبل الإسلام):
* دولة معين (1300 - 630) ق.م.
* مملكة حضرموت،وهي معاصرة لدولة معين.
* مملكة قتبان،وهي محاذية لدولة معين.
* مملكة سبأ،التي ورد ذكرها في القرآن.
* مملكة حمير.
• أما أبرز الدول التي احتلت اليمن (قبل الإسلام):
* الحبشة.
* الفرس.
• إلى المدينة: بُعث النبي وهاجر إلى المدينة،وانتشرت الدعوة الإسلامية في ربوع الجزيرة العربية،وفتحت مكة وبدأت
الوفود تقدم على المدينة،وكان من هذه الوفود وفود أهل اليمن،ومنها وفد
الأشعريين،والحميريين،وزبيد،وكندة،والأزد،وهمدان،وغيرهم الكثير.
وجاءت في فضائل أهل اليمن والتبشير بهم ولهم أحاديث وآثار كثيرة،واهتم الرسول بإرسال وبعث بعض أصحابه معهم
ليقوموا بدور البلاغ والتعليم والقضاء وغير ذلك. كمعاذ بن جبل،والإمام علي بن أبي طالب،والمهاجر بن أمية،وأبان بن سعيد
بن العاص،وعمرو بن حزام الأنصاري،وأبي موسى الأشعري .. وغيرهم. ودخلت اليمن في الإسلام سلماً وشارك أبناء اليمن
في الجهاد والفتوحات الإسلامية،وقبل وفاة النبي ظهر الأسود العنسي كمدع للنبوة،وهو عبهلة بن كعب خرج من بلدة (خب)
شرق الجوف إلا أن رسول الله بعث إلى أهل اليمن بشأنه فحاربه ذو الكلاع الحميري،وعامر بن شهر الهمداني وقضوا على
حركته،ووقعت اليمن كغيرها في فتنة الردة إلا أنها سرعان ما عادت إلى حظيرة الإسلام ولم تزل كذلك.
• أما أبرز الدول التي حكمت اليمن في العهد الإسلامي: خضعت اليمن للخلافة الراشدة ولكنها سرعان ما دخلت إليها حمَّى
النزاعات والصراعات التي كانت بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضي الله عنهما،وقد ظهرت فيها حركات مناوئة
للحكم الأموي وكذلك للحكم العباسي،ومن أشهر من حكم اليمن:
- بنو زياد: (821م/204هـ - 1012م/412هـ).
- بنو يعفر: (830م – 1003م).
- بنو نجاح: (1013م/412هـ - 1150م/551هـ).
- الصليحيون: (1045م/439هـ - 1138م/544هـ).
- بنو زريع: (1078م/ هـ - 1138م/544هـ).
- بنو حاتم: (1099م/ هـ – 1174م/569هـ).
- بنو المهدي: (1158م/ هـ - 1174م/569هـ).
- الأيوبيون: (1174م/569هـ - 1229م/628هـ).
- بنو رسول: (1229م/628هـ - 1454م/858هـ).
- بنو طاهر: (1454م/858هـ - 1517م/923هـ).
- العثمانيون الفترة الأولى: (1538م – 1568م).
- العثمانيون الفترة الثانية: (1569م – 1636م).
- العثمانيون الفترة الثالثة والأخيرة: (1914م – 1949م).
- الزيديون: وقد حكموا اليمن ما يقرب من أحد عشر قرناً من الزمان تعاقب خلالها 173 إماماً وكان أولهم الإمام الهادي يحيى
بن الحسين بن القاسم (284هـ)،وقد كانت ولايتهم تمتد أحياناً لتشمل أجزاءاً كبيرة في اليمن وأحياناً تقتصر على مواقع
نفوذهم المذهبي.
• أما الدول التي حاولت احتلال اليمن في العصر الإسلامي (عصر الاحتلال الأوربي): فهي البرتغال والهولنديون الذين
كانت لهم محاولات لإضافة اليمن إلى مستعمراتهم الواقعة في خطوط التجارة العالمية،إلا أنها فشلت وتصدت لها القوات
العثمانية،كما أن حلم احتلال اليمن راود الفرنسيين قبل الحرب العالمية الأولى،وراود الإيطاليين في عهد موسوليني .. ومات
بموته.
أما بريطانيا (العظمى) فقد سعت لاحتلال ميناء عدن عام 1839م،وكان لها ذلك،ولم تزل مستعمرة لأجزاء من الجنوب اليمني
حتى قامت حركة الاستقلال والتحرر في الجنوب. وفي عام 1967م غادر البريطانيون المحتلون الجنوب اليمني ... إلى غير
عودة.
• الثورات: تأثرت اليمن برياح التغيير التي عمت البلدان العربية تحت مسميات القومية والوطنية والتقدمية والاشتراكية ..
الخ. ورغم أنها عاشت عزلة حضارية عن العالم إلا أن البعثات الدراسية إلى الخارج والمتأثرون برياح التغيير من أعضاء
سفارات الحكم الإمامي واتصال جهات عربية بأفراد ومجموعات والتأثير عليها لتكون امتداداً لها في البلاد اليمنية جعل
الأرض اليمنية وقبل قيام الثورة مبذورة بعدة تيارات وأفكار كان لكل منها هدفه ومنهجه واتجاهه.
نعم لقد اتفقت رؤية الكثير من هؤلاء المتأثرين برياح التغيير حول ضرورة الخروج من نفق الأئمة المظلم إلى النور .. لكنها
لم تتفق في منطلقاتها وتفسيرها للنور المنشود الذي ترغب في إخراج المجتمع اليمني إليه. وبالفعل قامت عدة محاولات ضد
حكم الأئمة من أبرزها حركة (1948م) وحركة (1955م) واللتان لم تنجحا في تحقيق أهدافهما،ثم كانت الثورة في 26
سبتمبر 1962م على الإمام البدر بقيادة الضباط الأحرار وتعاون القوى المعارضة لحكم الإمام من منسوبي الجيش والقبائل.
ورغم المخاطر والنزاعات التي أعقبت الثورة إلا أن رياح التغيير أدارت عجلة الانفتاح بصورة سريعة .. حيث ساعدت في
ذلك أوضاع خارجية وظروف داخلية. على أثر ثورة الشمال .. بدأت الثورة في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني بشكل
متصاعد،مما أجبر الإنجليز إلى مغادرة البلاد في 30 نوفمبر 1968م. وبذلك خرجت اليمن من ظلم الأئمة وعدوان الإنجليز
.. لتقع في دوامة الصراع بين القوى الوطنية بتياراتها وفصائلها المختلفة. فكانت التصفيات الشمالية والتصفيات الجنوبية
على السلطة والصراع الشمالي الجنوبي بين نظامين يدعو كل منهما إلى الوحدة،واستمر الوضع متوتراً حتى عام 1990م
حيث قامت الوحدة اليمنية .. وأعلن عن قيام دولة موحدة بين الشطرين السابقين.
اليمن حديثاً:
• الجمهورية اليمنية: أعلنت الجمهورية اليمنية في 22 مايو عام 1990م عن اتحاد بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية
اليمن الديمقراطية الشعبية.
• المساحة الكلية: تبلغ مساحة الجمهورية اليمنية 555 ألف كيلومتر مربع،دون الربع الخالي.
• الحدود: يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية،ومن الشرق سلطنة عُمان ومن الجنوب البحر العربي ومن الغرب
البحر الأحمر.
• التضاريس: تتكون الجمهورية اليمنية من عدة مناطق:
أولاً: السهول الساحلية: وهي تمتد من الحدود اليمنية السعودية شمالاً على البحر الأحمر وتتجه جنوباً نحو باب المندب ثم تمتد
إلى الشرق حتى الحدود اليمنية العُمانية على بحر العرب.
ثانياً: الجبال: وهي جزء من امتداد جبال الحجاز لكنها الأعلى فيها على الإطلاق،حيث يصل ارتفاعها إلى 3600م عن سطح
البحر،وهي شديدة الانحدار نحو الغرب بينما تنحدر تدريجياً بالاتجاه الشرقي والشرقي الجنوبي.
ثالثاً: الهضاب: وأبرزها هضبة حضرموت والتي تحاذي السهول الساحلية الجنوبية وامتداد الربع الخالي من الناحية الأخرى.
رابعاً: الأودية: وهي كثيرة وتشكل أراض خصبة للزراعة،وغالباً ما تجري المياه بها بفعل الأمطار. وأهمها: وادي
مور،وسردود،وزبيد،وموزع،وهي تصب غرباً ووادي تبن،وبنا،وحضرموت وتصب جنوباً،أما وادي الجوف،وحريب،ورماه
فتصب في الشمال أو الشمال الشرقي.
• المناخ: يختلف المناخ في الجمهورية اليمنية باختلاف التضاريس والقرب والبعد من البحر ففيما تكون السهول الساحلية
رطبة طيلة العام مرتفعة الحرارة صيفاً ومعتدلة الجو شتاءاً،تكون الجبال والمناطق المرتفعة الداخلية: باردة شتاءاً ومعتدلة في
الصيف. أما المنطقة الصحراوية فهي جافة مع ارتفاع في درجة الحرارة طول العام،وارتفاع في درجة البرودة شتاءاً.
• الموقع: كما أسلفنا فإن الجمهورية اليمنية تقع جنوب الجزيرة العربية،وفي الجنوب الغربي من قارة آسيا ومحاذية لشرق
القارة الأفريقية،وهي تقع كذلك شمالي خط الاستواء وشرقي خط جرينتش،وعلى ملتقى بحرين أحدهما بحر العرب المفتوح
على المحيط الهندي،والآخر البحر الأحمر الذي يتصل بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس،وهي عمق الوطن العربي
وجزء من العالم الإسلامي،ورغم هذا كله فإن هذا الموقع ولظروف داخلية لم يعط اليمن مكانتها اللائقة بها عربياً وإسلامياً
ودولياً؟!!
• نظام الحكم: يعد نظام الحكم الحالي نظاماً ديمقراطياً يقوم على أساس التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وفصل
السلطات: تشريعية،تنفيذية،قضائية.
• هيئات الدولة:
الرئاسة: يعد رئيس الجمهورية رئيساً للدولة،وينتخب مباشرة من الشعب لفترة رئاسية تمتد خمس سنوات شمسية من حين
أداء اليمين الدستورية،وللرئيس نائب معين من قبله.
المجلس التشريعي: أو ما يعرف بـ (البرلمان)،وهي السلطة المختصة بسن التشريعات والنظم والقوانين،ويتم انتخاب أعضائه
من الشعب مباشرة.
مجلس الوزراء: وهي السلطة التنفيذية،ويشكل من قبل الحزب الفائز بأغلبية المقاعد البرلمانية،أو من قبل ائتلاف الأحزاب
الفائزة.
• الدستور: أعلن دستور الجمهورية اليمنية مع قيام الوحدة بين شطري البلاد،وتم تعديله في عام 1994م عقب انتهاء حرب
الانفصال ثم أعيد تعديله مرة أخرى عام 2000م.
• الدين واللغة: الإسلام دين الدولة،واللغة العربية لغتها الرسمية.
• العلم والشعار والنشيد الوطني: يتشكل علم الجمهورية اليمنية من ثلاثة مستطيلات أفقية متوازية ذات ألوان متتالية،الأحمر
في الأعلى ثم الأبيض في الوسط،ثم الأسود في الأسفل. أما شعار الدول فهو النسر الذي يرتكز على علمين للجمهورية اليمنية
حاملاً قاعدة كتب عليها الجمهورية اليمنية مع درع مرسوم عليه شجرة البن. والنشيد الوطني،يتلخص في كلمات تمجد الثورة
اليمنية والروح الوطنية والوحدة.
• وحدة العملة المالية: الريال.
• العاصمة: صنعاء.
• عدد السكان: تشير المصادر الرسمية إلى أن عدد سكان الجمهورية في عام 2000م بلغ 18.300.000نسمة، مع تسجيل
نسبة نمو سكاني (3.5%)،ويمثل الذكور نسبة (49.9%) منهم،وسكان الحضر نسبة (26.5%)،والفئة العمرية مابين (15
-64 ) نسبة 49.3%.
• التقسيم الإداري: تنقسم الجمهورية اليمنية إدارياً إلى (20) محافظة هي: إب / أبين / البيضاء / تعز / الجوف / حجة /
الحديدة /حضرموت ذمار / شبوة / صعدة / صنعاء / الضالع / عدن / عمران / لحج / مأرب / المحويت / المهرة .... إضافة
إلى أمانة العاصمة (الترتيب هجائي).
• أشهر المدن اليمنية: إب – البيضاء – باجل – تريم – تعز – جعار – حجة – الحديدة – حرض – الحوطة – ذمار –
زبيد – زنجبار – سيئون – شبام كوكبان – صرواح – صعدة – الضالع – عتق – عدن – الغيظة – مأرب – المحويت -
المخا – المكلا – مكيراس – يريم (الترتيب هجائي).
• الوضع السياسي: امتلأت الساحة اليمنية بعد الوحدة وإعلان المبدأ الديمقراطي كنهج سياسي في الحكم بأعداد كبيرة من
الأحزاب والتنظيمات السياسية (فاقت الأربعين حزباً)،وغالبية هذه الأحزاب ذات امتداد فكري للتيارات الموجودة في الساحة:
ومن أبرز هذه التيارات: التيار الإسلامي،والتيار القومي،والتيار الوطني،إضافة إلى التيار (الليبرالي - العلماني)
المتصاعد،والتيار (الاشتراكي - الماركسي) المتراجع،وفي ظل نظام ديمقراطي منفتح وتنافس على السلطة شاركت الأحزاب
المختلفة في الانتخابات: التشريعية،والرئاسية،والمحلية. وشهدت الميادين السياسية تحالفات وائتلافات وتصارعاً وانقسامات
وتنقلات من السلطة إلى المعارضة ومن المعارضة إلى حزب السلطة.