عُشـــاق الحيــاة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن الذين نبحث عن السعـادة ونحـاول أن نصنعها لنهديها للجميع


2 مشترك

    إطلالة على اليمن

    Anonymous
    زائر
    زائر


    :ve: إطلالة على اليمن

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء يناير 30, 2008 2:55 am

    اليمن قديماً:

    منذ العصور الأولى:

    الجزيرة العربية ومنذ العصور الأولى كانت مهداً لظهور البشرية وانطلاقة ذرية آدم عليه الصلاة والسلام في عمارة الأرض.

    وقد أشارت الآية الكريمة: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً ...) آل عمران96 إلى هذه الحقيقة،ذلك أن آدم عليه

    الصلاة والسلام -وهو نبي مكلم - أقام مظهر العبودية منذ اللحظات الأولى لنزوله إلى الأرض،وحاكى الملائكة في بناء البيت

    المعمور الذي تقصده الملائكة تعبداً لله في السماء.

    فكانت الكعبة مركزاً للتوجه وكانت الأرض الواقعة جنوب الجزيرة العربية يمين الكعبة وكانت الأرض الواقعة شمال الجزيرة

    شمال الكعبة،وفي هذا تعليل عند بعض الباحثين حول تسمية اليمن بهذا الاسم.

    وقد عاشت الجزيرة العربية عموماً،وأرض اليمن خصوصاً،طبيعة بيئية خلابة حيث كانت مروجاً وأنهاراً وحدائق وبساتين

    وسهولاً خضراء،ولذلك فقد قامت فيها حضارات عدة ودول ذات تجمعات بشرية كثيفة حتى لقد كان الراكب يسير من جنوب

    الجزيرة العربية إلى أرض الشام تحت ظلال الأشجار متنقلاً بين القرى المتناثرة على هذه الرقعة الجغرافية.

    ومن هذه الحضارات ما كان موغلاً في القدم ومنها ما كان متتابعاً في عصور دون أخرى،وقد تحدث القرآن الكريم على صور

    من هذه الحضارات وما وصلت إليه من الرقي الحضري والصناعي والقوة العسكرية،هذا مع ما توفرت لها من الموارد

    المائية والحيوانية والزراعية،حتى لقد بلغت من الترف والبذخ أوجه ... وكان بارزاً حتى في المعالم العمرانية،التي لا يزال

    كثيراً منها مغيب تحت الأرض،قال تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) الفجر (8

    - 6) وقال على لسان صالح عليه السلام: (أتتركون فيما ها هنا آمنين،في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون

    من الجبال بيوتاً فارهين) الشعراء (146 - 149)،وقال على لسان هود عليه السلام: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون،وتتخذون

    مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين) الشعراء (128 - 130)، وقوله عز وجل: (واتقوا الذي أمدكم بما

    تعلمون،أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون) الشعراء (132 - 134) وورد في كتب التفسير عند قصة أصحاب الجنة أنها

    حدثت في اليمن،كما أن وصف أرض الجنتين أطلق على اليمن عندما قامت حضارة سبأ ببناء سد مأرب بغية الاستفادة منه

    في الري والزراعة.

    لقد هيأت هذه الظروف لليمن الاتساع في السلطان والنفوذ والبقاء في مركز الصدارة بين حضارات الأرض الشرقية

    والغربية،حيث أَهَّلها موقعها الجغرافي لتكون حلقة الوصل بين المشرق والمغرب.

    • الموقع الجغرافي: تقع اليمن في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية،وهي تطلق بوجه عام على عُمان وحضرموت وأرض

    الحجاز وتهامة. وهي بهذا الموقع جنوب غربي قارة آسيا وتحاذي دول شرق وسط أفريقيا،الحبشة والقرن الأفريقي،وتطل

    على البحر الأحمر والبحر العربي المطل بدوره على المحيط الهندي،أما ما يليها من جهة الشمال فبلاد نجد والشام والخليج

    الفارسي.

    • تاريخ بدماء يمنية: ساعدت عدة ظروف اجتماعية في إشعال فتيل الصراعات الداخلية في اليمن،ومن أبرز هذه الظروف

    طبيعة البأس والعصبية التي تتصف به القبائل اليمنية منذ القدم.

    ولم تكن تهدأ شعلة القتل والقتال وحملات الثأر المتبادلة لفترة من الزمن،حتى تعود جذعة أكثر مما كانت عليه. ونظراً لما

    تتمتع به اليمن،فقد كانت محط أطماع القوى الخارجية المجاورة منها لأرض اليمن وغير المجاورة،ولم تقف هذه الأطماع عند

    هذا الحدِّ بل كانت تستغل ظروف اليمن الداخلية المناسبة لتزحف بقواتها محتلة إياها وباسطة سيادتها عليها.

    • من أبرز الدول التي قامت في اليمن (قبل الإسلام):

    * دولة معين (1300 - 630) ق.م.

    * مملكة حضرموت،وهي معاصرة لدولة معين.

    * مملكة قتبان،وهي محاذية لدولة معين.

    * مملكة سبأ،التي ورد ذكرها في القرآن.

    * مملكة حمير.

    • أما أبرز الدول التي احتلت اليمن (قبل الإسلام):

    * الحبشة.

    * الفرس.

    • إلى المدينة: بُعث النبي وهاجر إلى المدينة،وانتشرت الدعوة الإسلامية في ربوع الجزيرة العربية،وفتحت مكة وبدأت

    الوفود تقدم على المدينة،وكان من هذه الوفود وفود أهل اليمن،ومنها وفد

    الأشعريين،والحميريين،وزبيد،وكندة،والأزد،وهمدان،وغيرهم الكثير.

    وجاءت في فضائل أهل اليمن والتبشير بهم ولهم أحاديث وآثار كثيرة،واهتم الرسول بإرسال وبعث بعض أصحابه معهم

    ليقوموا بدور البلاغ والتعليم والقضاء وغير ذلك. كمعاذ بن جبل،والإمام علي بن أبي طالب،والمهاجر بن أمية،وأبان بن سعيد

    بن العاص،وعمرو بن حزام الأنصاري،وأبي موسى الأشعري .. وغيرهم. ودخلت اليمن في الإسلام سلماً وشارك أبناء اليمن

    في الجهاد والفتوحات الإسلامية،وقبل وفاة النبي ظهر الأسود العنسي كمدع للنبوة،وهو عبهلة بن كعب خرج من بلدة (خب)

    شرق الجوف إلا أن رسول الله بعث إلى أهل اليمن بشأنه فحاربه ذو الكلاع الحميري،وعامر بن شهر الهمداني وقضوا على

    حركته،ووقعت اليمن كغيرها في فتنة الردة إلا أنها سرعان ما عادت إلى حظيرة الإسلام ولم تزل كذلك.

    • أما أبرز الدول التي حكمت اليمن في العهد الإسلامي: خضعت اليمن للخلافة الراشدة ولكنها سرعان ما دخلت إليها حمَّى

    النزاعات والصراعات التي كانت بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضي الله عنهما،وقد ظهرت فيها حركات مناوئة

    للحكم الأموي وكذلك للحكم العباسي،ومن أشهر من حكم اليمن:

    - بنو زياد: (821م/204هـ - 1012م/412هـ).

    - بنو يعفر: (830م – 1003م).

    - بنو نجاح: (1013م/412هـ - 1150م/551هـ).

    - الصليحيون: (1045م/439هـ - 1138م/544هـ).

    - بنو زريع: (1078م/ هـ - 1138م/544هـ).

    - بنو حاتم: (1099م/ هـ – 1174م/569هـ).

    - بنو المهدي: (1158م/ هـ - 1174م/569هـ).

    - الأيوبيون: (1174م/569هـ - 1229م/628هـ).

    - بنو رسول: (1229م/628هـ - 1454م/858هـ).

    - بنو طاهر: (1454م/858هـ - 1517م/923هـ).

    - العثمانيون الفترة الأولى: (1538م – 1568م).

    - العثمانيون الفترة الثانية: (1569م – 1636م).

    - العثمانيون الفترة الثالثة والأخيرة: (1914م – 1949م).

    - الزيديون: وقد حكموا اليمن ما يقرب من أحد عشر قرناً من الزمان تعاقب خلالها 173 إماماً وكان أولهم الإمام الهادي يحيى

    بن الحسين بن القاسم (284هـ)،وقد كانت ولايتهم تمتد أحياناً لتشمل أجزاءاً كبيرة في اليمن وأحياناً تقتصر على مواقع

    نفوذهم المذهبي.

    • أما الدول التي حاولت احتلال اليمن في العصر الإسلامي (عصر الاحتلال الأوربي): فهي البرتغال والهولنديون الذين

    كانت لهم محاولات لإضافة اليمن إلى مستعمراتهم الواقعة في خطوط التجارة العالمية،إلا أنها فشلت وتصدت لها القوات

    العثمانية،كما أن حلم احتلال اليمن راود الفرنسيين قبل الحرب العالمية الأولى،وراود الإيطاليين في عهد موسوليني .. ومات

    بموته.

    أما بريطانيا (العظمى) فقد سعت لاحتلال ميناء عدن عام 1839م،وكان لها ذلك،ولم تزل مستعمرة لأجزاء من الجنوب اليمني

    حتى قامت حركة الاستقلال والتحرر في الجنوب. وفي عام 1967م غادر البريطانيون المحتلون الجنوب اليمني ... إلى غير

    عودة.

    • الثورات: تأثرت اليمن برياح التغيير التي عمت البلدان العربية تحت مسميات القومية والوطنية والتقدمية والاشتراكية ..

    الخ. ورغم أنها عاشت عزلة حضارية عن العالم إلا أن البعثات الدراسية إلى الخارج والمتأثرون برياح التغيير من أعضاء

    سفارات الحكم الإمامي واتصال جهات عربية بأفراد ومجموعات والتأثير عليها لتكون امتداداً لها في البلاد اليمنية جعل

    الأرض اليمنية وقبل قيام الثورة مبذورة بعدة تيارات وأفكار كان لكل منها هدفه ومنهجه واتجاهه.

    نعم لقد اتفقت رؤية الكثير من هؤلاء المتأثرين برياح التغيير حول ضرورة الخروج من نفق الأئمة المظلم إلى النور .. لكنها

    لم تتفق في منطلقاتها وتفسيرها للنور المنشود الذي ترغب في إخراج المجتمع اليمني إليه. وبالفعل قامت عدة محاولات ضد

    حكم الأئمة من أبرزها حركة (1948م) وحركة (1955م) واللتان لم تنجحا في تحقيق أهدافهما،ثم كانت الثورة في 26

    سبتمبر 1962م على الإمام البدر بقيادة الضباط الأحرار وتعاون القوى المعارضة لحكم الإمام من منسوبي الجيش والقبائل.

    ورغم المخاطر والنزاعات التي أعقبت الثورة إلا أن رياح التغيير أدارت عجلة الانفتاح بصورة سريعة .. حيث ساعدت في

    ذلك أوضاع خارجية وظروف داخلية. على أثر ثورة الشمال .. بدأت الثورة في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني بشكل

    متصاعد،مما أجبر الإنجليز إلى مغادرة البلاد في 30 نوفمبر 1968م. وبذلك خرجت اليمن من ظلم الأئمة وعدوان الإنجليز

    .. لتقع في دوامة الصراع بين القوى الوطنية بتياراتها وفصائلها المختلفة. فكانت التصفيات الشمالية والتصفيات الجنوبية

    على السلطة والصراع الشمالي الجنوبي بين نظامين يدعو كل منهما إلى الوحدة،واستمر الوضع متوتراً حتى عام 1990م

    حيث قامت الوحدة اليمنية .. وأعلن عن قيام دولة موحدة بين الشطرين السابقين.

    اليمن حديثاً:

    • الجمهورية اليمنية: أعلنت الجمهورية اليمنية في 22 مايو عام 1990م عن اتحاد بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية

    اليمن الديمقراطية الشعبية.

    • المساحة الكلية: تبلغ مساحة الجمهورية اليمنية 555 ألف كيلومتر مربع،دون الربع الخالي.

    • الحدود: يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية،ومن الشرق سلطنة عُمان ومن الجنوب البحر العربي ومن الغرب

    البحر الأحمر.

    • التضاريس: تتكون الجمهورية اليمنية من عدة مناطق:

    أولاً: السهول الساحلية: وهي تمتد من الحدود اليمنية السعودية شمالاً على البحر الأحمر وتتجه جنوباً نحو باب المندب ثم تمتد

    إلى الشرق حتى الحدود اليمنية العُمانية على بحر العرب.

    ثانياً: الجبال: وهي جزء من امتداد جبال الحجاز لكنها الأعلى فيها على الإطلاق،حيث يصل ارتفاعها إلى 3600م عن سطح

    البحر،وهي شديدة الانحدار نحو الغرب بينما تنحدر تدريجياً بالاتجاه الشرقي والشرقي الجنوبي.

    ثالثاً: الهضاب: وأبرزها هضبة حضرموت والتي تحاذي السهول الساحلية الجنوبية وامتداد الربع الخالي من الناحية الأخرى.

    رابعاً: الأودية: وهي كثيرة وتشكل أراض خصبة للزراعة،وغالباً ما تجري المياه بها بفعل الأمطار. وأهمها: وادي

    مور،وسردود،وزبيد،وموزع،وهي تصب غرباً ووادي تبن،وبنا،وحضرموت وتصب جنوباً،أما وادي الجوف،وحريب،ورماه

    فتصب في الشمال أو الشمال الشرقي.

    • المناخ: يختلف المناخ في الجمهورية اليمنية باختلاف التضاريس والقرب والبعد من البحر ففيما تكون السهول الساحلية

    رطبة طيلة العام مرتفعة الحرارة صيفاً ومعتدلة الجو شتاءاً،تكون الجبال والمناطق المرتفعة الداخلية: باردة شتاءاً ومعتدلة في

    الصيف. أما المنطقة الصحراوية فهي جافة مع ارتفاع في درجة الحرارة طول العام،وارتفاع في درجة البرودة شتاءاً.

    • الموقع: كما أسلفنا فإن الجمهورية اليمنية تقع جنوب الجزيرة العربية،وفي الجنوب الغربي من قارة آسيا ومحاذية لشرق

    القارة الأفريقية،وهي تقع كذلك شمالي خط الاستواء وشرقي خط جرينتش،وعلى ملتقى بحرين أحدهما بحر العرب المفتوح

    على المحيط الهندي،والآخر البحر الأحمر الذي يتصل بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس،وهي عمق الوطن العربي

    وجزء من العالم الإسلامي،ورغم هذا كله فإن هذا الموقع ولظروف داخلية لم يعط اليمن مكانتها اللائقة بها عربياً وإسلامياً

    ودولياً؟!!

    • نظام الحكم: يعد نظام الحكم الحالي نظاماً ديمقراطياً يقوم على أساس التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وفصل

    السلطات: تشريعية،تنفيذية،قضائية.

    • هيئات الدولة:

    الرئاسة: يعد رئيس الجمهورية رئيساً للدولة،وينتخب مباشرة من الشعب لفترة رئاسية تمتد خمس سنوات شمسية من حين

    أداء اليمين الدستورية،وللرئيس نائب معين من قبله.

    المجلس التشريعي: أو ما يعرف بـ (البرلمان)،وهي السلطة المختصة بسن التشريعات والنظم والقوانين،ويتم انتخاب أعضائه

    من الشعب مباشرة.

    مجلس الوزراء: وهي السلطة التنفيذية،ويشكل من قبل الحزب الفائز بأغلبية المقاعد البرلمانية،أو من قبل ائتلاف الأحزاب

    الفائزة.

    • الدستور: أعلن دستور الجمهورية اليمنية مع قيام الوحدة بين شطري البلاد،وتم تعديله في عام 1994م عقب انتهاء حرب

    الانفصال ثم أعيد تعديله مرة أخرى عام 2000م.

    • الدين واللغة: الإسلام دين الدولة،واللغة العربية لغتها الرسمية.

    • العلم والشعار والنشيد الوطني: يتشكل علم الجمهورية اليمنية من ثلاثة مستطيلات أفقية متوازية ذات ألوان متتالية،الأحمر

    في الأعلى ثم الأبيض في الوسط،ثم الأسود في الأسفل. أما شعار الدول فهو النسر الذي يرتكز على علمين للجمهورية اليمنية

    حاملاً قاعدة كتب عليها الجمهورية اليمنية مع درع مرسوم عليه شجرة البن. والنشيد الوطني،يتلخص في كلمات تمجد الثورة

    اليمنية والروح الوطنية والوحدة.

    • وحدة العملة المالية: الريال.

    • العاصمة: صنعاء.

    • عدد السكان: تشير المصادر الرسمية إلى أن عدد سكان الجمهورية في عام 2000م بلغ 18.300.000نسمة، مع تسجيل

    نسبة نمو سكاني (3.5%)،ويمثل الذكور نسبة (49.9%) منهم،وسكان الحضر نسبة (26.5%)،والفئة العمرية مابين (15

    -64 ) نسبة 49.3%.

    • التقسيم الإداري: تنقسم الجمهورية اليمنية إدارياً إلى (20) محافظة هي: إب / أبين / البيضاء / تعز / الجوف / حجة /

    الحديدة /حضرموت ذمار / شبوة / صعدة / صنعاء / الضالع / عدن / عمران / لحج / مأرب / المحويت / المهرة .... إضافة

    إلى أمانة العاصمة (الترتيب هجائي).

    • أشهر المدن اليمنية: إب – البيضاء – باجل – تريم – تعز – جعار – حجة – الحديدة – حرض – الحوطة – ذمار –

    زبيد – زنجبار – سيئون – شبام كوكبان – صرواح – صعدة – الضالع – عتق – عدن – الغيظة – مأرب – المحويت -

    المخا – المكلا – مكيراس – يريم (الترتيب هجائي).

    • الوضع السياسي: امتلأت الساحة اليمنية بعد الوحدة وإعلان المبدأ الديمقراطي كنهج سياسي في الحكم بأعداد كبيرة من

    الأحزاب والتنظيمات السياسية (فاقت الأربعين حزباً)،وغالبية هذه الأحزاب ذات امتداد فكري للتيارات الموجودة في الساحة:

    ومن أبرز هذه التيارات: التيار الإسلامي،والتيار القومي،والتيار الوطني،إضافة إلى التيار (الليبرالي - العلماني)

    المتصاعد،والتيار (الاشتراكي - الماركسي) المتراجع،وفي ظل نظام ديمقراطي منفتح وتنافس على السلطة شاركت الأحزاب

    المختلفة في الانتخابات: التشريعية،والرئاسية،والمحلية. وشهدت الميادين السياسية تحالفات وائتلافات وتصارعاً وانقسامات

    وتنقلات من السلطة إلى المعارضة ومن المعارضة إلى حزب السلطة.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    :ve: رد: إطلالة على اليمن

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء يناير 30, 2008 2:56 am


    • أبرز محطات الحركة السياسية على الصعيد الداخلي:

    1) الوحدة اليمنية 22 مايو 1990م.

    2) الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية يوم الخميس 6 مايو 1991م.

    3) الانتخابات البرلمانية الأولى في 27 أبريل 1993م.

    4) الحرب الأهلية من 4 مايو 1994م إلى 7 يوليو 1994م.

    5) التعديل الدستوري الأول عام 1994م.

    6) الانتخابات البرلمانية الثانية 27 أبريل 1997م.

    7) الانتخابات الرئاسية 23 سبتمبر 1999م.

    Cool صدور قانون السلطة المحلية 21 أغسطس 2000م.

    9) التعديل الدستوري الثاني في 20 فبراير 2001م.

    10) انتخابات المجالس المحلية في 20 فبراير 2001م.

    • أبرز الأحزاب اليمنية:

    المؤتمر الشعبي الحاكم،ومن أبرز قياداته: الرئيس/ علي عبد الله صالح – رئيس الحزب،وعبد الكريم الإرياني – الأمين

    العام،ويحيى المتوكل – الأمين العام المساعد.

    التجمع اليمني للإصلاح،ومن أبرز قياداته: الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر – رئيس التجمع،وياسين عبد العزيز – نائب

    الرئيس،ومحمد عبد الله اليدومي – الأمين العام،وعبد الوهاب الآنسي – الأمين العام المساعد.

    التنظيم الوحدوي الناصري،وأبرز قياداته: عبد الملك المخلافي – الأمين العام.

    الحزب الاشتراكي اليمني،وأبرز قياداته: علي عباد (مقبل) – الأمين العام،وجار الله عمر – الأمين العام المساعد.

    حزب البعث العربي الاشتراكي (فرع سوريا) وأبرز قياداته: عبد الوهاب محمود – أمين سر قيادة القطر،ودرهم ناجي أبو

    لحوم – نائب أمين السر.

    حزب الحق،وأبرز قياداته: مجد الدين المؤيدي – رئيس الحزب،وبدر الدين الحوثي – نائب الرئيس،وأحمد محمد الشامي –

    الأمين العام.

    اتحاد القوى الشعبية،وأبرز قياداته: إبراهيم بن علي الوزير – رئيس الاتحاد،وعبد الرحمن الرباعي – الأمين العام.

    حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) وأبرز قياداته: د/ حسن عبد القادر بازرعة.

    حزب البعث العربي الاشتراكي القومي (فرع العراق) وأبرز قياداته: قاسم سلام – أمين سر القطر،وعبد الواحد هواش –

    نائب أمين السر.

    • الوضع الاجتماعي: تتألف البنية الاجتماعية للجمهورية اليمنية من القبائل،حيث لا تزال القبيلة تحظى بأهميتها ودورها

    ومكانتها في المجتمع اليمني،وتتألف كل قبيلة من مجموعة من الأسر والبيوت .. ولا تزال للقبائل أنظمتها وعاداتها وتقاليدها

    السائدة - خاصة في المناطق الريفية. وتتمتع هذه القبائل بخصائص وصفات وقدرات تجعل منها وحدة متكاملة،وتبرز ظاهرة

    الثأر كقضية تهدد الأمن الاجتماعي بين القبائل. ويسود المجتمع اليمني تصنيف أفراده تصنيفاً طبقياً،على النحو التالي:

    السادة: ويقصد بهم كل من هم من آل البيت من ذرية الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه.

    القبائل: ويقصد بهم الأسر والبيوت ذات الأصول العربية،ولكل قبيلة مشائخها وأعيانها من القضاة والفقهاء،ويليها في المنزلة

    الأسر من أصول غير عربية والتي استوطنت في اليمن قديماً.

    المزاينة: وهم المنبوذون من القبائل ممن تجهل أصولهم أو تلبسوا بمهن محتقرة اجتماعياً.

    الأخدام: وهم بقايا السلالة الأفريقية،وغالبيتهم من الأحباش.

    ويقدر عدد القبائل حالياً بـ (200) قبيلة منها قبائل رئيسة وأخرى فرعية،ويتجاوز الولاء القبلي في كثير من الأحيان الولاء

    الوطني.

    • الوضع الديني: كما هي اجتماعياً وسياسياً فإن الخريطة الدينية للمجتمع اليمني تضم ألواناً وتضاريس متباينة.

    ففي جانب الديانات:

    يضم المجتمع اليمني أقلية يهودية كان يقدر عددهم بـ 150 ألف شخص،إلا أن هذا الرقم انخفض بعد هجرتهم إلى فلسطين

    ليصل العدد الحالي لرقم دون الألف فرد،وليس لهم أي دور سياسي أو اجتماعي.

    أما النصرانية فهي منعدمة في اليمن إلا من أفراد قلائل من بقايا الهنود الذين استوطنوا عدن في زمن الاحتلال البريطاني،كما

    أن حالات نادرة جداً سجلت في بعض المدن لأفراد تنصروا تحت تأثير الغزو التبشيري في اليمن.

    وفي جانب الفرق:

    لم تكن اليمن في معزل عن حركات الفرق الضالة التي ظهرت في العالم الإسلامي،بل إن بعضها وجد اليمن أرضاً خصبة له

    في فترة من الفترات لإقامة دولها عليها،كما فعل الخوارج والإسماعيلية. لذلك فلا عجب أن تنتشر في المجتمع اليمني

    حالياً،أفكار المعتزلة وبالأخص في أتباع المذهب الزيدي،والأشاعرة في الطرق الصوفية،والفكر الرافضي في مدعى التشيع

    لآل البيت،والباطني في فرق الإسماعيلية والبهرة. إضافة إلى ذلك فإن الفكر الخارجي يجد قبولاً لدى أفراد قلة هنا وهناك،كما

    أن الفكر الأباظي له تواجد في المناطق المحاذية لسلطنة عُمان.

    أما عامه أهل اليمن فهم من السنة،إلا أن الجهل متفش في أوساطهم،وهناك حاجة لنشر العلم الشرعي المبنى على الكتاب

    والسنة لإزالة الشبة والضلالات التي يقع فيها أفراد وجماعات في بلد أو أخر. وهم في الجملة متبعون للمذهب الشافعي.

    • الوضع الاقتصادي: اليمن من الدول النامية: وهي تعاني ظروفاً اقتصادية غاية في التعقيد والسوء،فلا تتمثل المشكلة في قلة

    الموارد والثروات الطبيعية أو حتى الكوادر البشرية من أيد عاملة وعقول مفكرة،بل على العكس،إلا أن أسباب تدهور الوضع

    الاقتصادي تعود للسياسة التي تتبعها الحكومات اليمنية المتعاقبة .. والتي عادت بالفشل عاماً بعد عام،إضافة إلى الفساد

    الإداري والمالي الذي أصاب مفاصل ومراكز جميع مؤسسات الدولة .. حتى أصبح شعار المرحلة (الإصلاح الإداري

    والمالي).

    وأبرز مظاهر الوضع السيء للاقتصاد اليمني هو انخفاض معدل صرف العملة والقروض المتراكمة على الدولة وغياب

    حركة الاستثمار والنماء والعمران وكثرة الواردات وقلة الصادرات والبطالة المتزايدة في سوق العمل .. وغياب البنى التحتية

    المساعدة للاستثمار والعمل والصناعة .. إضافة إلى سوء حال الجهات الرقابية والإشرافية والقضاء.

    • الثروات الطبيعية: تزداد دلالة مؤشرات الدراسات الميدانية على وجود كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن والتي لا

    تزال غير مستخرجة من باطن الأرض،وأن منها ما هو متوفر بكميات جيدة مشجعة على الاستثمار فيها.

    وتتعاقد اليمن مع عدة شركات أجنبية في هذا الجانب،وتغطي الدراسات معظم المحافظات الشرقية والوسطى. وتنتشر في

    اليمن صناعة الإسمنت والجص والملح،إضافة إلى أحجار البناء.

    • الثروة الحيوانية: تتوفر في اليمن عدة مناطق صالحة للرعي وتنتشر حرفة الرعي في المناطق الساحلية (كتهامة) وبعض

    المرتفعات الوسطى والشمالية والمحافظات الشرقية،وإضافة إلى رعي الأغنام،يوجد في المناطق الصحراوية رعي الإبل.

    • أما الثروة السمكية: فإن الشواطئ اليمنية الممتدة إلى أكثر من 3 ألاف كيلو متر غنية بأنواع كثيرة منها ومن الأحياء

    البحرية الأخرى المشهورة،وتعمل في مجال الصيد والصناعة السمكية شركات أجنبية ومحلية مختلفة.

    • النباتات والزراعة: الغطاء النباتي،أشجار ونباتات ومراعي،رغم عدم كثافته وقلة المساحة المستخدمة في الزراعة،إلا أن

    المحاصيل النباتية في اليمن غنية بمختلف الحبوب والخضروات والفواكه نظراً لتوافر أكثر من بيئة .. ولكل بيئة مناخها

    وخصائصها المستقلة.

    إضافة إلى توفر نباتات (دوائية) يعد بعضها نادراً على مستوى العالم،ومع ذلك فاليمن لا يزال مستورداً للمحاصيل الزراعية

    المختلفة،والأرض الطبيعية بين أحضانة.!!

    • أهم الصادرات: البن - القطن (قديماً) – الحبوب – بعض أنواع الماشية – الزبيب – اللوز – بعض الفواكه (كالموز

    والمانجو) – الأسماك وأحياء بحرية أخرى.

    • الواردات: تعد اليمن سوقاً استهلاكية،لذلك فإن واردات اليمن لا تعد ولا تحصى،فهي تستورد الغذاء والدواء والملابس

    والأجهزة والآلات ووسائل النقل ... الخ.

    • اليمن دولياً: تسعى اليمن إلى الانضمام لمجلس التعاون الخليجي،حيث أن هذه الدول مشتركة تمثل وحدة إقليمية جغرافية

    واحدة. كما أنها سعت في إصلاح قضايا الحدود مع الدول المجاورة باتفاقيات رسمية أو بالرجوع إلى التحكيم الدولي ...

    وقضت بذلك على خلافاتها مع السعودية،وعُمان وأريتريا.

    ولها تواصل مع دول القرن الأفريقي والسودان،وقد كانت عضواً في مجلس التعاون العربي الذي يضم في عضويته العراق

    والأردن ومصر واليمن.

    وهي عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية،وعضو في اتفاقيات

    أمنية واقتصادية ودولية أخرى .



    موقع اليمن: الجانب الجغرافي



    ورد في تعريف موقع اليمن بأنه يقع في الركن الجنوبي الغربي من شبة الجزيرة العربية.

    هذا التعريف عمد إلى خلط الأوراق،فإذا أخذناه كما هو نجد أنه لا ينطبق إلا على الجنوب بدليل التركيز في التعريف على

    كلمة (الركن) وإذا أخذناه على اعتبار أنه يشمل اليمن شماله وجنوبه لظهر لنا الاختلاف التالي:

    1- كل المعلومات التاريخية القديمة التي تتحدث عن حدود اليمن الطبيعية ومصدرها الأهم هو الهمداني يشير في وصفه

    لحدود اليمن بأنها تمتد من البحر جنوباً إلى التثليث شمالاً.

    وقياسًا على ذلك نجد أن حدود اليمن من الجنوب إلى الشمال في الجانب الغربي تشكل ما يقارب نصف مساحة شبة الجزيرة

    العربية أو ما يعرف (بالسعودية) وذلك يتنافى مع مضمون التعريف الذي حشرها في الركن الحنوبي الغربي،وإذا اعتبرنا أن

    التعريف حديث ولا ينطبق على الحدود القديمة،نجد أيضاً أن المساحة من خليج عدن والبحر العربي جنوباً إلى ميدي شمالاً

    تشكل حوالي ثلث مساحة شبة الجزيرة من الجهة الغربية ومن غير المقبول أن نستثني كل هذه المساحة ونختصرها في ركن.

    بينما ذهب القلقشندي إلى وصف اليمن بأنها: قطعة من جزيرة العرب،يحدها من الغرب بحر القلزم،ومن الجنوب بحر

    الهند،ومن الشرق بحر فارس،ومن الشمال حدود مك.٠

    إذاً أين هذه الحدود اليوم؟ ولماذا يتمسك البعض اليوم بالجزء ويترك الكل؟

    ٢- وصف أبناء الجنوب لأبناء اليمن: إلى قبل الوحدة اليمنية كان يصف أبناء الجنوب أي شخص ينتمي للشمال (باليمني)

    إشارة إلى الجمهورية العربية اليمنية،وهذه التسمية متعارف عليها ويتم إطلاقها عن طيب نية,كتعريف بانتمائة ليس إلا،مثلها

    مثل وصف أبناء الشمال اليوم بالشماليين،وهذا يدل على أنه إلى وقت قريب جداً وخاصة في أرياف الجنوب لا وجود لمسمى

    جنوب اليمن،أما في المدن فقد عمل المنتمون إلى الجبهة الوطنية إلى نشر مسمى الشمال والجنوب منذ الاستقلال،وفي بعض

    المناطق يطلق عليهم (الجبالية) نسبةً إلى المرتفعات الشمالية التي أتوا منها.

    ٣- حديث الرسول صلى الله علية وسلم القائل: (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية).

    قول الرسول صلى الله علية وسلم،كان في وفد اليمن ومفهوم التسمية لدى الرسول عام،فما يقع يمين الكعبة فهو يم.

    وعلى الرغم من وجود الفرس في اليمن إلا أن حكمهم أقتصر على صنعاء وما حولها فقط،بينما بقية الأجزاء تتقاسمها

    القبائل،وهو ما دعا هذه القبائل إلى إرسال وفود عنها إلى الرسول صلى الله علية وسلم.

    وعندما وصل إلى المدينة وفد حضرموت بقيادة وائل بن حجر بسط الرسول صلى الله علية وسلم رداءة وأجلسه معه فقال

    علية الصلاة والسلام: (أيها الناس هذا وائل بن حجر سيد الأقيال،أتاكم من أرض بعيدة - يعني حضرموت - راغباً في

    الإسلام).

    وهنا لم يذكر الرسول اليمن،كما وفدت وفود كثيرة بعد ذلك وكان عليه الصلاة والسلام يناديهم ويصفهم بأسماء قبائلهم,ثم بعث

    من يعلمهم الإسلام بعد أن تم تقسيم المنطقة إلى أربعة مخاليف،هي الجند،وصنعاء،وعسير،وتهامة.

    كما أرسل الرسول الكريم كتبة إلى الكثير من زعماء القبائل منها: الحارث بن عبد كلال،والنعمان بن ذي رعين،وهمدان

    والمعافر،وائل بن حجر،وأبناء معشر،وأبناء ضمعج أهل شبوة،الجعفيين أهل وادي جردان وغيرهم.

    وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على عدم وجود دولة مركزية في ذلك الوقت،وعدم وجود مسمى اليمن.



    الحرب السعودية اليمنية ... لمحة تاريخية عن اليمن وعسير



    ظلت منطقة جنوب الجزيرة العربية - وهي ما تضم اليوم اليمنيين الشمالي والجنوبي وعسير ونجران وجيزان - ظلت مفككة

    متناحرة وتعاني من التفكك الإقطاعي والتمزق الطائفي إلاّ في فترات نادرةٍ جداً من التاريخ الإسلامي لليمن،وكانت هذه "فترة

    ركود حضاري،وجمود كامل في عملية التطور الاجتماعي،بل تميزت بأنها كانت فترة تدهور وانحطاط شاملين في كل مجالٍ

    من مجالات الحياة الزراعية والتجارية،والتكنيكية،والثقافية" ساعد على بقاء هذا الوضع الحملات الخارجية والغزوات

    الاستعمارية من قبل الدولة العثمانية والدولة الأوروبية.

    وكان الاحتلال التركي الأول لليمن قد دام مائة عامٍ تقريباً (1538 م - 1633) - كانت القوات التركية قد دخلت اليمن منذ عام

    1517 م ولكنها لم تسيطر عليها إلاّ عام 1538 م - قامت بعده دولة الأئمة القاسميين التي وحدت اليمن من أقصى عسير في

    الشمال إلى عدن في الجنوب وعمان في الجنوب الشرقي ولكن الصراعات السياسية والطائفية أدت إلى سقوط هذه الدولة بعد

    أن حكمت مائة عامٍ تقريباً،ولكن بدأت الانفصالات مع مطلع القرن الثامن عشر حيث استقلت عمان ثم حضرموت،ثم عدن

    ولحج خلال الربع الثاني لنفس القرن،وما كاد ينتهي القرن حتى أتمت عملية انفصال الجنوب عن حكم صنعاء،وسمي فيما بعد

    (النواحي التسع). ومن الطبيعي أن تشجع حالة الانقسام والتمزق في بلدٍ من البلدان المجاورة على محاولة السيطرة عليها،وقد

    كانت الدولة (السعودية) الأولى (1745 م - 1818 م) قد ثبتت أركانها واستولت على كثير من مناطق الجزيرة العربية،وقد

    دفعها إلى التفكير في ضم أجزاء من اليمن أمور ثلاثة:

    1 - الضعف السياسي لحكم الأئمة الزيديين.

    2 - ازدياد قوة الدولة (السعودية) بصورة سريعة ومتلاحقة.

    3 - وجود تعاطف من قبل بعض علماء اليمن مع الدعوة الوهابية ويبدو أنه حصل نتيجة الوعود المغرية لهم،ويذكر صاحب

    كتاب الدولة (السعودية) الأولى شعراً كتبه أحد علماء صنعاء وهو الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعائي،وأرسله إلى الشيخ

    محمد بن عبد الوهاب يقول فيه: سلامي على نجدٍ ومن حلّ في نجدِ وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي لقد سرني ما جاءني

    من طريقةٍ وكنت أرى هذا الطريق لي وحدي وليس له ذنب سوى أنه أتى بتحكيم قول الله في الحل والعقد
    Anonymous
    زائر
    زائر


    :ve: رد: إطلالة على اليمن

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء يناير 30, 2008 2:58 am


    كما دفعت خصوبة أرض اليمن الدولة (السعودية) إلى التفكير في غزوها.

    كما أن قبائل نجران كانت قد هاجمت الدرعية من قبل،"ولم يكن من السهل على آل سعود أن ينسوا الهزيمة التي أنزلها حسن

    بن هبة المكرمي بقواتهم في عهد الأمير محمد بن سعود (1178 هـ - 1765) واستمرت هذه الحملات حتى نهاية القرن

    الثامن عشر،ولما اشتد عود الدولة (السعودية) وانتشرت أفكارها أصدرت سلطات الدرعية أوامرها إلى القائد حزام بن عامر

    العجماني بالتحرك إلى الجنوب على رأس سرية (سعودية) وكانت سرية حزام أول قوة (سعودية) حقيقية تدخل حدود

    اليمن،فخشي أمير صبيا (وهي إحدى جهات المخلاف الثلاثي من هذه القوات،وبعد مباحثات تقرر إرسال وفد يمثل جهات

    المخلاف الثلاث لمفاوضة حزام،فدخل المخلاف في طاعة آل سعود وقبلوا الدعوة ثم نكصوا عنها وعادوا مرة أخرى إليها عدا

    أمير "أبو عريش" حمود أبو مسمار الذي ظل رافضاً للدعوة فأغرى الأمير سعود قبائل عسير بمحاربته فبدأت بالنهب

    والسلب ورد هو عليهم،ثم أغرى الأمير سعود إمام صنعاء المنصور ليهاجم أبو مسمار،وعندما فعل الأول مال الأخير إلى

    سعود وأعلن له الولاء،ولكن أبا مسمار هذا اختلف مع أمير عسير وتهامة عبد الوهاب المعروف بأبي نقطة فما كان من الأمير

    سعود إلاّ أن أغرى الشريف حمود هذه المرة بقتال أهل صنعاء وذلك في عام 1224 هـ (1809 - 1810 م)،فرفض وعقد

    صلحاً مع الإمام المتوكل على أساس اعتراف الإمام بما تحت يد الشريف من الأراضي اليمنية،فأرسل له سعود قوات ضخمة

    سارت إليه بقيادة غصاب العتيبي ولاحقوه حتى هزموه في قلعته في"أبو عريش".

    وعين سعود على تهامة كامي بن شعيب ابن عم عبد الوهاب أبو نقطة بعد أن قتل الأخير في المعركة،ولم ينته أمر أبي مسمار

    عند هذه الهزيمة فأرسل إليهم سعود عام 1225 هـ من الحجاز عثمان بن عبد الرحمن المضايفي،وخرج أبو مسمار بقواته

    ولكنه هزم في موضع يسمى (الوحلة).

    ثم أرسل بعده كامي بن شعيب عام 1810 أمير عسير وألمع حيث حاصر ميناء اللحية ثم دخلها وكذلك فعل مع

    الحديدة،وعندما رأى أبو مسمار رجحان الكفة لغير صالحه عقد صلحاً مع الأمير سعود على أن يدفع خراجاً سنوياً له ويتنازل

    عن صبيا وبيشة. وتمكن "السعوديون" من الوصول حتى نجران (1805 م) دون أن تتمكن الفصائل (السعودية) من

    الاستقرار فيها كما يقول صاحب كتاب (المطامع السعودية التوسعية في اليمن)،كما أنهم حاولوا الوصول إلى حضرموت

    مرتين عام 1224 هـ (1809 - 1810 م) و1226 هـ (1811 م) ولكنهم هزموا.

    واستمر أبو مسمار على تلك الحال إلى حين وصول الحملة المصرية إلى الحجاز حيث بدأ بمكاتبتهم وفي النهاية تمرد عليهم

    حتى سقطت دولته عام 1232 هـ،ثم تلاها سقوط الدولة (السعودية) الأولى عام 1233 هـ (1818 م) على يد قوات محمد

    علي باشا حاكم مصر "حيث حل محل النفوذ (السعودي) في هذه المنطقة حتى بلغ تعز باستثناء منطقة صعدة،حصن الإمامة

    الحصين،والمنطقة الجنوبية (من اليمن) التي كانت قد وقعت تحت السيطرة البريطانية منذ عام 1839 إلى ولاية تركية بعد

    خروج جيش محمد علي عام 1840 من اليمن والجزيرة العربية كلها" فتسلم عسير الشريف حسين شريف أبو عريش الذي

    كان مؤيداً للمصريين وظل يحكمها حتى عام 1849،وبعد وصول الغزوات العثمانية الثانية عام 1849 استكملت الغزو عام

    1872 م،حيث توالت الانتفاضات ضدهم حتى نهاية الحرب العالمية الأولى 1918 حينما انسحب الأتراك.

    دور الأدارسة في عسير: في عام 1908 وصل إلى صبيا (إحدى جهات المخلاف السليماني) رجل من نسل الأدارسة هو

    محمد بن علي بن أحمد بن إدريس محملاً بالطموحات السياسية،فالتف حوله الناس وكون قوة،فارتابت منه الحكومة

    العثمانية،وحاول في عام 1910 م (1328 هـ) احتلال أبها إلاّ أنه لم يستطع نظراً للدعم الذي وصل إليها من الشريف حسين

    بطلب من الحكومة العثمانية،ولكنه عقد اتفاقاً مع إيطاليا وحصل على المال والسلاح الذي استطاع بهما الاستيلاء على صبيا

    وجيزان وأبو عريش. ولكن نظراً لعدم استمرار الدعم الإيطالي فقد توجه إلى بريطانيا وعقد معاهدة صداقة معها في أبريل

    1915 م بواسطة المقيم الإنجليزي في عدن،وطلبت منه بريطانيا التحالف مع الشريف حسين ضد الأتراك،وقد ساعدته السفن

    البريطانية على احتلال القنفذة الأمر الذي لم يرضِ الشريف ووقع خلاف حولها هدد فيها الشريف حسين والإدريسي بتغيير

    الولاءات السياسية عدة مرات،حتى استولت القوات التركية عليها؛ إلى حين جلائها عن الجزيرة العربية ثم هزيمة الشريف

    على يد الدولة (السعودية).

    وكمكافأة على وقوف الإدريسي مع بريطانيا جعلته الحاكم في منطقة عسير،"وأصبحت حدودها تمتد من القنفذة شمالاً،حتى

    مخا في الجنوب،ونجد في الشرق،والبحر الأحمر في الغرب"وهنا أحس الشريف حسين بتعاظم شأن الإدريسي فقام بإغراء

    أبناء أسرة آل عايض بالثورة عليه،فوجد الإدريسي نفسه في حرج .. فالشريف حسين في الشمال،والإمام يحيى في الجنوب

    والمتمردون من الداخل،فما كان منه إلاّ أن "كتب إلى ابن سعود - سلطان نجد - يطلب منه نجدته وإعانته على إخماد نار

    الثورة الداخلية التي قام بها آل عايض وأتباعهم،فما كان من ابن سعود إلاّ أن استجاب لطلب جاره "وارتبط الإدريسي باتفاق

    دفاعي هجومي مع أمير نجد في 30 من أغسطس 1920" بعد أن اشترطوا عليه هدم القباب والأضرحة والمزارات،"وتنص

    الاتفاقية على تخلي الإدريسي عن يام - أي نجران - وعن بني جماعة وسحار لصالح ابن سعود"،"وعندئذٍ أرسل إليهم سرية

    بقيادة ابن عمه الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي ومعه ألفين من الجنود،وكان ذلك في شعبان سنة 1338 هـ / 1921 م

    [14] وعندما اقترب من أبها خرج عليه ابن عائض فقام عبد العزيز بن مساعد بإرسال حسن وابن عمه محمد آل عايض إلى

    الرياض وتعاهدا على التضامن مع آل سعود،ولذا أمر محمد بن عايض على أبها أما حسن فبقي على موقفه.

    وعندما اطمأن الإدريسي إلى استقرار حكمه بدأ التفكير في التوسع،وتخلت له بريطانيا عن ميناء الصليف واللحية

    ومحيطها،وعندما غادروا الحديدة في 31 يناير 1921 قاموا بتسليمها إليه،فقامت قواته بالاستيلاء على مناطق غرب

    صنعاء،"وبذلك تلامست حدود إمارة الإدريسي مع منطقة نفوذ الإمام يحيى الجبلية،ووقفت جبهتان في وجه بعضهما

    البعض،كانتا تمتدان من باجل في الجنوب إلى غرب صعدة في الشمال" [15].

    وقد أثار هذا الوضع الإمام يحيى شد ما إثارة حيث أصبحت مملكته معزولة عن العالم،فعرضت عليه بريطانيا إعطاءه الحديدة

    على أن يعترف بإمارة عسير،ولكنه رفض ووقعت مناوشات عديدة بينه وبين الإدريسي الذي عيّن محمد طاهر رضوان كقائد

    لحملاته،وهكذا ظلت إمارة عسير هي المتفوقة إلى أن توفي الأمير محمد علي الإدريسي في 20 مارس 1923 م،فتولى

    الإمارة ابنه الأكبر علي بن محمد علي الإدريسي ووقعت نزاعات عائلية عديدة أدت إلى ضعف الإمارة مما أدى إلى زيادة

    أطماع الجيران فيها.

    فقام الإمام يحيى بمهاجمة الحدود الجنوبية لإمارة عسير عام 1925،وتمكن من الاستيلاء على مناطق استراتيجية مثل الحديدة

    واللحية والصليف وباجل،وحصلت مفاوضات عزل فيها الأمير علي وعين عمه الحسن الإدريسي على أن تضم الحديدة

    والمناطق المحيطة بها إلى الإمام يحيى ويظل أمير عسير خاضعاً لصنعاء. وعندما رأى الحسن الإدريسي نفسه ضعيفاً توجه

    إلى بريطانيا فلم تنصره فتوجه إلى الحليف القوي ابن سعود،"فبعث وفداً في أوائل فبراير 1926 / رجب 1344 هـ،إلى مكة

    المكرمة،برئاسة محمد بن هادي النعيمي لمقابلة الملك عبد العزيز آل سعود،وبعد أن قدم الوفد فروض الولاء والطاعة

    للملك،طلب منه أن يقف مع الإدارة الإدريسية في صد العدوان الذي يتهددها من قبل الإمام يحيى" [16] ولكن ابن سعود كان

    مشغولاً آنذاك بتثبيت حكمه في الحجاز فلم يستجب له،فما لبث أن أرسل وفداً آخر في مايو 1926،وبين أخذٍ ورد حتى أكتوبر

    1926 حيث "جرى توقيع اتفاقية بينهما وسميت هذه الاتفاقية "باتفاقية مكة"،جاءت متضمنة لما ورد في الاتفاقية القديمة التي

    عقدت بين الملك ابن سعود والأمير محمد الإدريسي،حيث خططت بموجبها الحدود بين البلدين،وتكفل فيها الملك ابن سعود

    بحماية الإمارة الإدريسية في أي مفاوضات أو معاهدات أو منح أي امتياز أو التنازل عن أية قطعة من أرض عسير لأية

    حكومة أجنبية إلاّ بموافقة الملك ابن سعود،على أن يعترف الملك ابن سعود بالإدريسي حاكماً على عسير طيلة حياته،وتؤول

    إلى ورثته من بعده" [17].

    وهكذا أحكم ابن سعود الطوق على إمارة عسير،وفي عام 1927 م / 1346 عين ابن سعود ممثلاً له في صبيا،وهكذا

    وبالتدريج أخذت الإتفاقية بعداً أوسع عندما بدأ ابن سعود في التدخل حتى في شؤون الإدارة الداخلية لعسير .. وهكذا أصبح

    منصب الإدريسي شكلياً وقلصت صلاحياته إلى حدٍ بعيد واستمر الوضع على هذا الحال حتى أواخر سبتمبر 1932 م عندما

    "أبرق فهد بن زعير أمير منطقة عسير وعامل الملك ابن سعود إلى عاهله يبلغه بأن الإدريسي قد اجتمع سراً في (اللحية) مع

    الشنقيطي والأبيض من جماعة حسن الدباغ (وهم أعضاء في حزب الأحرار الحجازي المناوئ "للحكم السعودي" جنوبي

    البحر الأحمر) حيث قاموا بتحريضه على إعلان الثورة ضد الملك ابن سعود،وأنهم قد أمدوه بالمال الكثير،ووعدوه بمساعدة

    "عبد الله بن الشريف حسين"،أمير شرق الأردن،وإن الإمام يحيى سوف يساعده كذلك" [18]،وكان ذلك هو ما حصل

    بالفعل،حيث بدأ أعضاء حزب الأحرار نشاطهم في وسط القبائل لتحريضهم على الثورة ضد عامل ابن سعود،وقام الإدريسي

    بتوزيع السلاح على رجال القبائل الموالية له وبدأ بمهاجمة الحامية (السعودية) في جيزان في 4 نوفمبر 1932 / 6 رجب

    1351 فغضب ابن سعود وأرسل رسالة إليه ولكنه لجأ إلى الحيلة حيث طمأن ابن سعود وقال له إن المسألة لا تتعدى سوء

    تفاهم بينه وبين الأمير فهد بن زعير،وأعلن استمرار ولائه له،ووافق على إرسال لجنة تقصي الحقائق،ولكن ما أن وصلت

    هذه اللجنة حتى كانت جيزان قد سقطت في أيدي رجال الإدريسي (6 نوفمبر 1932)،وحينذاك تحركت القوات (السعودية)

    واستعادتها،وفر الإدريسي إلى اليمن وطلب حق اللجوء السياسي من الإمام يحيى الذي أعطاه إياه على الفور فقامت القوات (

    السعودية) باحتلال مناطق واسعة منها صبيا،المضايا،نشار،أبو عريش،الزبارة،وفي الوقت نفسه أصدر ابن سعود أمراً بضم

    إمارة عسير إلى (السعودية) كما أبرق إلى الإمام يحيى طالباً منه تسليم الإدريسي .. وهكذا أسقط حكم الأدارسة على منطقة

    عسير وإلى الأبد.

    طبيعة العلاقات (السعودية) اليمنية في المرحلة الأولى: كان الإمام يحيى يشعر دائماً بأن عسير جزءٌ لا يتجزأ من اليمن،وأنه

    لا بد من استعادتها في يوم من الأيام،ولذلك فقد كان متوجساً للغاية من المحاولات المحلية والأجنبية للاستيلاء عليها،ولقد رأينا

    كيف أن اليمن بعد أن كانت موحدة من أقصى عسير في الشمال إلى عدن في الجنوب وعمان في الجنوب الشرقي سقطت هذه

    الدولة مما أعزى الدولة (السعودية) الأولى على الهجوم عليها فهجموا عليها فما صمد لهم غير أمير "أبو عريش" بعد تبدل

    التحالفات،وهنا حدث ما يمكن اعتباره التماس الأول بين الدولة الوهابية في الجزيرة العربية والزيدية في اليمن حيث عقد

    الشريف حمود أبو مسمار (أمير أبو عريش) صلحاً مع الإمام المتوكل في اليمن عندما هدد الوهابيون بالهجوم عليه،ثم عاد

    وتحالف مع الوهابيين عندما رأى رجحان كفتهم،وفي هذا الهجوم لا تذكر المصادر التاريخية وقوع حربٍ بين الدولة (

    السعودية) والدولة المتوكلية في اليمن حول منطقة عسير،واستمر الحال كذلك حتى سقوط الدول (السعودية) الأولى عام

    1817 م (1233 هـ).

    أما أثناء حكم الدولة (السعودية) الثانية (1824 - 1891 م) فلم يستول "السعوديون" على عسير أو نجران وجيزان .. نظراً

    لانشغال العائلة بالصراعات الداخلية فيما بين الأمراء. واستولى محمد علي باشا على عسير بل مناطق كثيرة جنوبها (كما

    سبق وان ذكرنا) حتى عام 1840 حيث ولى أحد الأمراء بدلاً عنه،وفي عام 1849 وصلت القوات العثمانية للمرة الثانية إلى

    المنطقة واستولت عليها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى 1918 م.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    :ve: رد: إطلالة على اليمن

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء يناير 30, 2008 2:58 am


    وقد قام الإمام محمد بن يحيى بمقاومة الأتراك عدة سنوات حتى خلفه ابنه الإمام يحيى آل حميد الدين عام 1904 حتى

    اعترف الأتراك بسلطة الأئمة الزيديين عام 1991 م وانسحبوا عام 1918،وقد ظل حكم الزيديين ضعيفاً غير قادر على

    الاستيلاء على مختلف مناطق اليمن،وكانت تخشى على الدوام من جارتها الجنوبية بريطانيا التي كانت قد استولت على عدن

    وفي فترة الضعف هذه تمكن الإدريسي من تأسيس إمارة له شمال اليمن بواسطة الدعم الإيطالي،إلى أن ضعف حكم الأدارسة

    فالتجؤوا إلى "السعودية" خوفاً من التهديد اليمني،ثم تمردوا على المحاولات (السعودية) للسيطرة عليهم وطلب أحد الأمراء

    الأدارسة حق اللجوء السياسي في اليمن،وقد كانت هذه نقطة توتر بين المملكتين،إلاّ أننا لا نستطيع هنا تحديد حادثة بعينها

    أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين إلاّ أن الوضع كان ينذر بشيء من هذا القبيل منذ البداية،ولكن حدثت مجموعة من

    الأحداث التي أدت إلى التعجيل بالأمر،ومنها حادثة الحج اليماني (حادثة تنومة). ففي عام 1340 هـ / 1921 م توجهت قافلة

    من اليمنيين للحج (قدرت بـ 3000 رجل) في الوقت الذي كانت فيه الحرب جارية بين ابن سعود وشريف مكة،فما أن وصل

    موكب الحج إلى وادي تنومة الواقع بين جهتي بالأحمر وبالأسمر حتى بدأت القوات (السعودية) بإطلاق النار عليهم حتى

    قتلتهم جميعاً عدا خمسة منهم،فعادوا وأخبروا بما حدث ... وتوترت العلاقات بين البلدين رغم اعتذار عامل ابن سعود للإمام

    يحيى ورغم تبادل الرسائل بين ابن سعود والإمام يحيى،وقد برر "السعوديون" حينها المسألة بأنهم قد ظنوا أن الحجاج ما هم

    إلاّ جنود للشريف حسين متنكرين بلباس الحجيج وتحالف الإمام يحيى سراً مع الشريف حسين من أجل مساعدته ضد خصميه

    ابن سعود والإدريسي، وقام "بتوقيع اتفاقية صداقة (معه) في يونيو 1922 م / 27 من شوال 1340 هـ ... وقد أثارت هذه

    الاتفاقية حفيظة ابن سعود ... فاعتبر أن هذه الاتفاقية كانت موجهة ضده،وضد مطامحه في الجزيرة العربية" [19]،ومما يدل

    على توتر العلاقات رفض الإمام يحيى حضور المؤتمر الإسلامي الذي عقده ابن سعود في مكة في البداية ثم إرسال مندوب له

    إليه. وقد ذكرت صاحبة كتاب (تاريخ العلاقات السعودية واليمنية) ثلاثة وفود متبادلة بين البلدين لتسوية الخلافات حول

    الحدود وحول منطقة عسير ونجران وجيزان حدثت في:

    1 - يونيو 1926 / ذي القعدة 1345 هـ.

    2 - ديسمبر 1927 / جمادي الآخرة 1346 هـ.

    3 - مارس 1928 / رمضان 1346 هـ.

    وقد ظل الوضع متوتراً حتى نهاية 1931 م / 1350 هـ،صدرت فيها إدعاءات من الجانبين بخرق الحدود إلى أن توصل

    مندوبو الجانبين إلى اتفاق في مكان يدعى النظير قرب جبل العرو الذي كان محل خلافٍ بين الجانبين،وقد أعاد فيها ابن

    سعود منطقة العرو للإمام يحيى لتعود جزءاً من اليمن،وكان "من أهم بنودها تسليم المجرمين السياسيين وغير السياسيين

    وعلى كل من الدولتين عدم قبول من يفر عن طاعة دولته أياً كان،وإرجاعه إلى بلاده فوراً،واستمرت اتصالاتهما إلى أن

    انتهت بعقد اتفاقية صداقة وحسن جوار،وتم التوقيع عليها في 15 يناير 1932 / 5 شعبان 1350 هـ،ولذلك فعندما طلب

    الإدريسي حق اللجوء السياسي من اليمن ولم تسلمه إلى ابن سعود توترت العلاقات فيما بينهما،وربما كان من الممكن

    الوصول إلى اتفاق نهائي بين الطرفين لولا التمرد الذي قام به الإدريسي ضد ابن سعود وطلبه حق اللجوء السياسي من اليمن

    في نوفمبر 1932 ولذلك فقد غضب ابن سعود كثيراً ولكن الإمام يحيى برر ذلك بأن الاتفاق إنما كان مؤقتاً لأنه لم يوقع من

    قبل شخص الملكين ... وهذه مشكلة تقع في كل المعاهدات والاتفاقيات حيث يحصل الاختلاف حول تفسيرها فيما بعد.

    وفي مايو 1933 دخلت قوات يمنية إلى نجران بحجة إقرار السلام وتعليم أهلها أصول الإسلام،ولم يمنع هذا من عقد اجتماع

    بين مندوبي البلدين بعد ذلك في 9 يوليو 1933 وقد فشل هذا اللقاء وزعم أن الوفد تعرض لمضايقات من قبل الإمام يحيى

    الأمر الذي أدى إلى زيادة توتر العلاقات بين البلدين وتمت مراسلات بين الملكين ولكن الوضع ظل متوتراً،وأصدر ابن سعود

    أوامره لحشد القوات على الحدود اليمنية في 14 نوفمبر 1933،واستمر تبادل البرقيات بين الجانبين،وظلت الأمور بين مدٍ

    وجزر حتى تمخضت عن عقد مؤتمر في أبها في 16 فبراير 1934 الذي فشل بدوره لعدم التوصل إلى حلٍ لقضية نجران

    فقد إدعى كل طرفٍ تبعيتها إليه.

    الحرب اليمنية (السعودية): بعد سلسلة مداولات بين الجانبين عرض ابن سعود أن تكون نجران منطقة محايدة ولكن الإمام

    يحيى لم يعط جواباً محدداً .. ولذلك فإن "السعوديين" بدؤوا الهجوم .. ويصف البروفيسور فاسيلييف المعركة في كتابه (تاريخ

    العربية السعودية) فيقول: "شن "السعوديون" هجومهم بطابورين بمحاذاة تهامة وفي الجبال. وتمكن طابور بإمرة سعود (ولي

    العهد آنذاك) من الاستيلاء على نجران بسرعة،ولكن تقدمه تباطأ في الجبال حيث كانت كل قرية قلعة حصينة. وتقدمت قوة

    بإمرة فيصل في تهامة وفي الثاني من أيار (مايو) استولت على الحديدة دون أن تخوض معركة وظهرت بعض الوحدات (

    السعودية) قرب تعز. ورفض ابن سعود اقتراح ابنه فيصل بالزحف على صنعاء. وقد أعاقت وعورة المنطقة تقدم "

    السعوديين" لأنهم لم يعتادوا خوض معارك في الجبال".

    وقد بدأت المفاوضات في 15 مايو 1934 بين الوفدين وتوصلا إلى عقد معاهدة سميت "معاهدة الطائف"،"ونشرت في

    الصحف الرسمية في مكة وصنعاء وفي القاهرة ودمشق في وقت واحد ويبدو أنه قد تدخلت عدة أمور دفعت كلا الطرفين إلى

    قبول الدخول في هذه المفاوضات أهمها:

    1 - التنافس الاستعماري على المنطقة .. فعندما دخلت القوات "السعودية " ميناء الحديدة وصلت إلى الميناء سفن إيطالية

    وأخرى فرنسية،ورأت بريطانيا أنه قد لا يكون من الأفضل السماح لابن سعود باحتلال مناطق أكثر لحفظ التوازنات

    الإقليمية.

    2 - وجود بوادر مقاومة من قبل الإمام يحيى للغزو السعودي.

    3 - عدم إمكانية الاستمرار في الزحف والاحتلال وذلك للطبيعة الجبلية التي تمتاز بها المنطقة فصحيح أن القوات (السعودية)

    قد اعتادت على الحرب في مناطق صحراوية ولكنها لم تألف قط الحرب في مناطق جبلية.

    وأرجع البعض انسحابات القوات اليمنية بنقص التسليح لـديها مقابل تـرسانة الأسلحـة (السعودية) التي كانت بريطانيا تمدها

    بها وكذلك عدم اعتياد القوات اليمنية على الحرب في الصحارى،ولذلك شبه أحد الكتاب الحرب بين الطرفين بالحرب بين

    الفيل والحوت لأن بدو ابن السعود لن يستطيعوا القتال في الأقاليم الجبلية،اليمنية الوعرة،كما لا يستطيع اليمنيون القتال في

    صحاري نجد ولذلك فقد اضطر الجانبان للدخول في مفاوضات وقد كان الإمام يحيى في حالة تعب وضعف كبيرين من حالة

    الحرب رغم أن ابنه أحمد كان مصمماً على مواصلة الحرب بل إنه استمر فيها لفترة وجيزة بعد توقيع اتفاقية الطائف،ولذلك

    فقد استطاع ابن سعود فرض شروطه على الإمام،والمتمثلة في إخلاء نجران وجبال عسير تهامه وتسليم الأدارسة إليه،وماطل

    الإمام يحيى في الشروط ولكنه اضطر بعد ذلك إلى القبول بإخلاء المناطق المذكورة وان يتم تسليم الإدريسي إلى لجنة

    الوساطة الإسلامية،ولكن ابن سعود أصر على ضرورة تسليمهم إلى الجيش (السعودي).

    وفي 22 / 4 / 1934 الموافق 8 / 1 / 1353 هـ قبل الإمام يحيى جميع شروط ابن سعود وشرع في الإنسحاب من المناطق

    المتفق عليها،وتم تسليم الحسن الإدريسي وعبد العزيز الإدريسي إلى فيصل في الحديدة كما سلم باقي أفراد العائلة وعددهم

    300 شخص،"وعلى أساس ذلك صدق الملك عبد العزيز معاهدة الطائف في 25 صفر 1353 هـ (7 يونيو 1934 م)

    وصدقها الإمام يحيى في 7 ربيع الأول 1353 هـ (19 يونيو 1934 م) وبعد ذلك سلم عبد الوهاب الإدريسي إلى

    فيصل،وهكذا تم تنفيذ جميع شروط الصلح. وفي 15 يونيو 1934 سمح ابن سعود لمبعوث الإمام (عبد الله الوزير) بالعودة

    إلى وطنه اليمن بعد أن كان قد احتجز في "السعودية" للضغط على إمام اليمن (خلاف المواثيق الإسلامية والانسانية).

    وحددت المعاهدة بعشرين عاماً كما تقول المادة الثانية والعشرين: "وتظل سارية المفعول مدة عشرين سنة قمرية تامة ويمكن

    تجديدها أو تعديلها خلال الستة أشهر التي تسبق انتهاء مفعولها فإن لم تجدد أو تعدل في ذلك التاريخ تظل سارية المفعول إلى

    ما بعد ستة أشهر من إعلام أحد الفريقين المتعاقدين الفريق الآخر رغبته في التعديل" (انظر ملحق رقم 1).

    وهكذا نلاحظ خلال هذه المرحلة من العلاقات بين (السعودية) واليمن أن (السعودية) استغلت حالة الضعف والتشتت ونقص

    المعدات العسكرية لدى اليمن وقامت بالضغط العسكري عليها وقامت باحتجاز المفاوض اليمني (عبد الله الوزير) واستغلت

    الدعم البريطاني لها من أجل فرض شروطها عليها بينما نلاحظ التنازل (السعودي) عن منطقة في واحة البريمي تحت

    الضغط البريطاني.

    M.A
    M.A
    المدير العام

    المدير العام


    عدد الرسائل : 1255
    العمر : 40
    رقم العضوية : 1
    الدولة : إطلالة على اليمن Saudi-Arabia
    حالتي : إطلالة على اليمن Awake

    :ve: رد: إطلالة على اليمن

    مُساهمة من طرف M.A الأربعاء يناير 30, 2008 10:53 pm

    ...:::..شوتايم..:::...

    شكرا لك على أثراء معلوماتنا

    ووضع نبذه عن اليمن

    لك كل التقدير والأحترام

    تقبل مروري
    ودعواتي لك بالجنة
    نايس لايف
    نايس لايف
    أميـــر العــشق
    أميـــر العــشق


    عدد الرسائل : 570
    العمر : 37
    العمل/الترفيه : طالبه
    رقم العضوية : 7
    الدولة : إطلالة على اليمن Mauritania
    حالتي : إطلالة على اليمن Empty

    :ve: رد: إطلالة على اليمن

    مُساهمة من طرف نايس لايف الأربعاء فبراير 20, 2008 11:50 pm

    مشكور شوتايم

    على المعلومات الرائعه

    لك مني أجمل تحيه

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:49 pm