مورين هاميلتون في لقطة قبل 22عاماً ثم لقطة أخرى لها قبيل وفاتها
كان من الطبيعي بالنسبة لمورين هاميلتون ان تفضل الصورة الجميلة التي تخلد ذكراها، وهي الصورة، التي التقطت قبل 22عاما، وتبدو فيها فتاة شقراء هادئة ذات ابتسامة مشرقة، واثقة من جمالها، وراضية عن حياتها، الا انها اختارت صورة أخرى، التقطت بعد مضي عقدين من الزمان، تظهر من خلالها امرأة شجاعة محطمة، سُلبت من كل صفات الحسن بسبب داء انتفاخ الرئة الناتج عن إدمان التدخين. واختارت مورين هاميلتون ان يذكرها العالم بهذه الصورة الأخيرة، التي التقطت لها وهي في الثامنة والخمسين من العمر، خلال حملتها لمكافحة التدخين، لعل ذلك يقنع الآخرين بالاقلاع عن تعاطي التبغ قبل فوات الأوان.
وقالت هاميلتون قبل ساعات من وفاتها في الأسبوع الماضي "عندما كنت مراهقة، كان التدخين عادة جذابة. وكان نجوم السينما يفضلون الوقوف أمام الكاميرا وبين أصابعهم سيجارة. أذكر لحظة شرائي لأول سيجارة، إذ دفعت ثلاثة بنسات لكي أحصل عليها. ثم ذهبت الى مقهى آملة في أن يراني الفتيان وأنا أدخن. ثم وصلت الى تدخين خمس سيجارات في اليوم، ثم الى عشر، وعندما بدأت أعمل صرت أدخن عشرين سيجارة في اليوم، واستمرت الزيادة. لقد كنت جميلة في شبابي. ولم ألاحظ إلا في وقت متأخر التغييرات الكبيرة التي حدثت في مظهري". ثم تختم حديثها بنبرة صادقة قائلة "لا أود لأي شخص ان يتعرض لمثل معاناتي. فلا يمكن تصور الآلام المبرحة التي أشعر بها، لدرجة انني أتناول المورفين بصورة يومية لتخفيفها".
عاشت هاميلتون، التي تعمل مديرة مطعم في مدينة كامبريدج، حياة صاخبة في شبابها، وكانت تدعى الى الحفلات التي تقام في مدن البحر الابيض المتوسط والشرق الأوسط. وبدأت مشاكلها الصحية في عام 1977، عندما كانت في الثامنة والعشرين. حيث أصيبت بالالتهاب الرئوي ونصحها الأطباء بالذهاب الى مستشفى متخصص في أمراض الرئة. لكنها رفضت لشعورها بالخوف. وبعد عشرين عاما، وتدخين المزيد من السجائر، أصيبت بالإغماء عند عودتها بالطائرة من جمهورية الدومينيكان في عام 1997.وأبلغها الاطباء بأنها تعاني من انتفاخ الرئة. وهو مرض يستحيل علاجه، ويجعل التنفس صعبا، لأن الرئة تصبح مليئة بالسوائل. واكتشف الاطباء انها اصيبت بهذا الداء قبل عشرين عاما على الأقل.
وأصبحت هاميلتون مرغمة على قضاء بقية حياتها "في الانتقال من غرفة الى أخرى ساحبة خلفها أنبوبة الاكسجين". وكانت السنوات الأخيرة من حياتها جحيما لا يطاق، فقد كانت تعتمد على اجهزة التنفس، بينما يقوم المساعدون بتغذيتها عن طريق الملعقة، ويزيلون الانسدادات في مجرى تنفسها بالملاقط.
وفي آخر حديث لها في الاسبوع الماضي قالت "أعرف ان الاقلاع عن التدخين صعب. ولكن على المدخنين ان يشاهدوا ضحايا التدخين في المستشفيات، وأجسادهم موصلة بالاجهزة، في رحلة بطيئة ومؤلمة نحو الموت في حالة مزرية. وآمل أن تقنع قصتي ولو شخصا واحدا على الإقلاع عن التدخين". ورتبت لاستخدام صورها في توضيح مدى الدمار الذي يسببه التدخين للإنسان، وعبرت عن رغبتها في قيام الاطفال بزيارتها لكي تحذرهم من مخاطر التدخين. وقالت أماندا سانفورد من جماعة مكافحة التدخين إنها "تحدثت مع مورين قبل شهرين. وكانت مصرة على تقديم تجربتها للشباب لمنعهم من التدخين. وآمل أن تصل رسالتها الى الجميع".