زرع شريحة إلكترونية في العين كي يسترجع المكفوفون جزء من بصرهم. يقف وراء هذا الابتكار الثوري مجموعة من الباحثين الألمان. وهذه المرة الأولى في العالم التي يتم من خلالها ابتكار عضو صناعي قابل للزرع بالكامل في العين ويتفاعل مع النهايات العصبية دون أسلاك الربط. وخضعت مجموعة من المتطوعين المكفوفين لعملية زراعة الشريحة الإلكترونية.
وأشرف على اختبار هذه العملية فريق من الأطباء والباحثين في جامعات "ماربورغ" و"أكيسغرانا" و"ايسين" بألمانيا. زرعت هذه الشريحة في أعينهم طوال أربعة أسابيع.
وتعتبر النتائج مشجعة إذ استعاد المتطوعون بصرهم جزئياً. وبدت الصور أمامهم ذات جوانب مغبشة، وبدا العالم أمامهم باللونين الأسود والأبيض أي خال من الألوان الأخرى. الهام في الأمر أن العتمة لديهم قد انتهت!
وصممت الشريحة الإلكترونية لمساعدة المكفوفين المصابين بأمراض غشاء العين كما مرض العشم الليلي الوراثي (Retinitis Pigmentosa) وغيرها من الأمراض التي تصيب جزء كبير من الخلايا الحسية الحساسة، في غشاء العين، مؤدية بالتالي الى موت هذه الأخيرة إنما دون إلحاق الضرر بعصب العين الذي يواصل عمله طبيعياً. علماً أن الشريحة الإلكترونية لا تستطيع إعادة البصر الى جميع من أصيبوا بأضرار في عصب العين. بيد أنها تقدم يد العون لجزء كبير منهم. وقد يساهم الابتكار الألماني في إعادة البصر الى مئات الألوف، لا بل الملايين من المكفوفين، حول العالم.
كيفية عمل الشريحة الإلكترونية
تربط هذه الشريحة بكاميرا صغيرة الحجم ومحمولة. تلتقط الكاميرا الصور محولة الضوء بالتالي الى إشارات ونبضات كهربائية. ثم يرسل جهاز الإرسال هذه الإشارات الى الشريحة الإلكترونية المزروعة داخل العين. وتحوي الشريحة لغاية 400 دائرة والكترود تمر بها الكهرباء بقوة منخفضة جداً كي لا تلحق أضراراً بالعين.
كما تحفز الشريحة الخلايا السليمة لغشاء العين. هكذا، تصل هذه الإشارات الى عصب العين والدماغ دون مواجهة أي عائق أم مشكلة. قبل اليوم، كانت جميع الأعضاء الصناعية المزروعة بالعين تعمل فقط بواسطة أسلاك موصولة الى النظام العصبي. أما النظام الألماني الجديد فيرسل إشارات إلكترونية عبر موجات الراديو.
وتتمحور الخطوة القادمة حول محاولة تركيب الكاميرا المحمولة على نظارات سوية مع جهاز تشفير (Encoder) يقوم بإعادة إرسال الصور كي تستطيع الأعصاب التقاطها وقراءتها بصورة أدق. ستعتمد درجة البصر، التي سيسترجعها المكفوفين، على عدد خلايا غشاء العين التي ما تزال سليمة. وسيكون لون العالم أمامهم بالأسود والأبيض فقط.