(قصة قصيرة)
( بقعة مطر .. وهناك أخرى )
بقلم: عبدالعزيز الحشاش
في دروب لا أعرف لها عنوان .. أسير .. يهطل مطر .. وأسير ..
بقعة مطر ..
تعكسني .. بثياب رثة .. وشعر مبتل .. ودمعة تاهت ملامحها بين قطرات مطر تزاحمت فوق ملامحي ..
بقعة مطر أخرى تقابلني في الطريق .. تعكس ظلي .. أو تعكسني ..
أهرب منها .. تقابلني أخرى .. أرى فيها انعكاسي .. أو خيبتي .. فأهرب منها .. الأزقة ضيقة .. وبقع المطر كثيرة .. تتكاثر .. تزداد .. تتناثر هنا وهناك .. وفي كل بقعة أرى وجهها .. تقفز ملامحها مع كل خبطة قدم .. يقفز وجهها أمامي .. أهرب .. تلاحقني .. والطريق وعرة .. طويلة .. ليل أسود .. ثمة إعلان نيون .. تعكس ألوانه نور يتناثر فوق البقع الصغيرة .. وفوق وجهها ..
بقعة مطر .. أخرى
أخاف أن تطؤها قدمي .. فتكشف صورة وجهها الصغير .. وهو يبحث عن إجابة عندما كنا في ذاك المطار المزدحم .. أخاف أن تقفز نظرتها في وجهي وهي تتساءل عن سر جلوسها على ذاك الكرسي الكريه ذو العجلات .. وعن قناع الأكسجين الذي ترتدي ..
حبيبتي .. كم كنت صغيرة .. وكم عانيتِ !
بقعة مطر .. أخرى ..
تعكس براءة شفاهك وأنت نائمة في ذاك المستشفى .. بعد أن عجز عن السؤال .. هل ستطول العملية؟ هل سأنام طويلا ؟..
وأنا .. لا إجابة لدي .. قابلت آخر سؤال سألتني به بصمت .. بينما قابلتِ وجه ربك بأجمل ابتسامة ..
بقعة مطر .. أخرى ..
تعكس يأسي .. وحسرتي .. وعودتي مكسورا .. لوالدتك .. حتى أبلغها .. بخبر وفاتك .. يا حبيبتي ..
الطريق طويل .. وفي كل خطوة ..
بقعة مطر .. وهناك أخرى ..
- تمت -
( بقعة مطر .. وهناك أخرى )
بقلم: عبدالعزيز الحشاش
في دروب لا أعرف لها عنوان .. أسير .. يهطل مطر .. وأسير ..
بقعة مطر ..
تعكسني .. بثياب رثة .. وشعر مبتل .. ودمعة تاهت ملامحها بين قطرات مطر تزاحمت فوق ملامحي ..
بقعة مطر أخرى تقابلني في الطريق .. تعكس ظلي .. أو تعكسني ..
أهرب منها .. تقابلني أخرى .. أرى فيها انعكاسي .. أو خيبتي .. فأهرب منها .. الأزقة ضيقة .. وبقع المطر كثيرة .. تتكاثر .. تزداد .. تتناثر هنا وهناك .. وفي كل بقعة أرى وجهها .. تقفز ملامحها مع كل خبطة قدم .. يقفز وجهها أمامي .. أهرب .. تلاحقني .. والطريق وعرة .. طويلة .. ليل أسود .. ثمة إعلان نيون .. تعكس ألوانه نور يتناثر فوق البقع الصغيرة .. وفوق وجهها ..
بقعة مطر .. أخرى
أخاف أن تطؤها قدمي .. فتكشف صورة وجهها الصغير .. وهو يبحث عن إجابة عندما كنا في ذاك المطار المزدحم .. أخاف أن تقفز نظرتها في وجهي وهي تتساءل عن سر جلوسها على ذاك الكرسي الكريه ذو العجلات .. وعن قناع الأكسجين الذي ترتدي ..
حبيبتي .. كم كنت صغيرة .. وكم عانيتِ !
بقعة مطر .. أخرى ..
تعكس براءة شفاهك وأنت نائمة في ذاك المستشفى .. بعد أن عجز عن السؤال .. هل ستطول العملية؟ هل سأنام طويلا ؟..
وأنا .. لا إجابة لدي .. قابلت آخر سؤال سألتني به بصمت .. بينما قابلتِ وجه ربك بأجمل ابتسامة ..
بقعة مطر .. أخرى ..
تعكس يأسي .. وحسرتي .. وعودتي مكسورا .. لوالدتك .. حتى أبلغها .. بخبر وفاتك .. يا حبيبتي ..
الطريق طويل .. وفي كل خطوة ..
بقعة مطر .. وهناك أخرى ..
- تمت -